“أول الغيث قطرة ثم ينهمر، هذا ما يحدث مع شهادة محمد الصديق معنينو على عصر مليء بالأحداث والوقائع بالمغرب المعاصر”، هكذا افتتحت أسبوعية “الأيام” ملفها لهذا الأسبوع، الذي خصصته للجزء الخامس من مذكرات الإعلامي الصديق معنينو، والذي يسرد فيه عددا من الأحداث والوقائع والتي كان شاهدا عليها، والتي عنونها بـ “خديم الملك”.
ويتحدث معنينو، الذي كان مقربا من مراكز القرار لعقود، في مذكراته على عائلة الجنرال أوفقير، وكيف كان الحسن الثاني مستعدا لكل التسويات لإضائها، على ألا تغادر المغرب.
في 25 يوليوز 1989 أرسلت مذكرة مستعجلة إلى البصري.. “إلى العناية الخاصة للسيد الوزير أود إحاطتكم علما بأن قضية عائلة أوفقير تعرف حملة اعلامية منظمة بشكل دقيق، انطلاقا من باريس.. وتتطور بسلاسة عبر الصحافة المختصة (خاصة النسائية منها).
إن هناك اتصالات بين عدد من المنظمات الانسانية العالمية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ضمن أنشطة تهدف إلى التعريف بهذه القضية وإبرازها على السطح وإعطائها وقعا إعلاميا قويا”.
فور توصل البصري بهذه المذكرة، وعلى غير عادته، اطلع وكتب أعلاها بخط يدد.. “السي معنينو، محادثتي من فضلك، إعداد مذكرة وصور المقالات”، وبتعليقاته هذه كان البصري يقصد شيئين أساسيين.. أولا: أنه اسرع في الجواب، لعلمه بحساسية الوضع، طالبا مني محادثته لإعطائه مزيدا من المعلومات، ثانيا: وبموازاة مع ذلك، رغب في إعداد مذكرة عامة وتوثيقية، لشرح وتقديم الموضوع مع إرفاقها نسح مصورة من المقالات، المومأ إليها في مذكرتي، والمتعلقة بالأصداء الاعلامية القوية التي خلفتها وضعية عائلة أوفقير..
لم يكن واضحا ماذا يريد الملك من هذه العائلة فى نهاية المطاف.. لكنه اتضح، حسب ما كان يروج في كواليس الداخلية، أن الحسن الثاني كان على استعداد لدفع أي ثمن مقابل بقاء عائله أوفقير فى المغرب.. كما كان على استعداد لتعويضها وإيوائها واعادة املاكها، وتخصيص أموال ضخمة لكل واحد من أفرادها، مقابل عدم الإفصاح عن معاناتهم، وما عاشوه من عذاب وحرمان.
كان الحسن الثاني على اقتناع بأن أفراد تلك العائلة، فور وصولهم إلى الخارج، ستستقبلهم كاميرات تلفزات العالم وستستضيفهم وتحاورهم ونفسح المجال أمامهم لإطلاع الرأي العام على السنوات الطويلة التى عاشوها في محنة وشقاء.. وكان الملك يعرف الشخصية القوية لفاطمة أوفقير، وقدرتها على التحدي والمواجهة، وربما كان فى قرارة نفسه يكبر فيها صبرها وعنادها وقدرتها على التحمل..
بيدرو سانشيز: “إسبانيا تثمن عاليا جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي”
قال رئيس الحكومة والأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، اليوم السبت…