في يوليوز 1990 رحل الحسن الثاني إلى الجزائر العاصمة للمشاركة في مؤتمر القمة المغاربي الثاني.. انطلقت رحلته من طنجة على متن الباخرة “مراكش”.. استحسن الحسن الثاني هذه الوسيلة ووجد فيها راحة وهي تمخر عباب البحر..

كانت رحلته تشبه إلى حد بعيد “مْلة بحرية” على غرار “المحلات” السلطانية.. سافر في الباخرة خليط من البشر، معظمهم من خدام القصر، الساهرين على راحة الملك.. كانت الباخرة “مراكش” ذات قدرات ذاتية تمكنها من الاستجابة لكل الطلبات.. على سطحها طائرة “هيلوكبتر” تابعة للدرك الملكي، قيل في ذلك الزمان بأن تلك الطائرة للمراقبة والإنقاذ..

يذكر أحد المسافرين أن وزير الملاحة البحرية، كان يهتم بضيوف الملك ويزور “الكوزينا” باستمرار، للاقتراح والمراقبة، ونظرا لنشاطه المفرط فكر أصدقاؤه في مقلب يبركون به كافة حسناته… يحكي أحد الحاضرين بأن أحد المسافرين تقدم منه وسأله: “هل كل شيء جاهز لفطور سيدنا؟” فرد عليه بالإيجاب على سؤاله، فعاد إلى سؤاله: “وهل يوجد بغرير في الفطور؟”، فرد عليه بالإيجاب كذلك.. فسأله ثالثة: “هل البغرير مخزني؟” احتار الوزير وقال: “كل شيء مخزني في هذا الفطور”، لكن محدثه استرعى انتباهه قائلا: “عليك أن تتأكد هل البغرير مخزني.. ذلك أن البغرير المخزني فيه اثنين وثمانين ثقبة بالضيط، بلا زيادة ولا نقصان!”.

احتار الوزير وطلب مهلة، توجه إلى المطبخ، وأخذ رغيفا أي بغريرة وأخذ يعد الثقوب، الواحدة تلوى الأخرى.. رآه الطباخون فسألوه وعندما أجابهم انفجروا ضاحكين ونبهوه إلى أنه مقلب.. وأن البغرير هو هو، سواء كان عاديا أو مخزنيا.. هي حكايات عديدة يرويها المسافرون على ظهر الباخرة بهدف إدخال نوع من البهجة والارتياح.

مذكرات الصديق معنينو، أسبوعية “الأيام”.

التعليقات على “البغرير المخزني” متميز وفيه 82 ثقبة بالضبط؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

لقجع وبوريطة يؤكدان “التزام” وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية

أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين في الخارج، وف…