أمزازي يلتقي النقابات لإقناعهم بـ”الساعة الإضافية”.. ونقابي:” ينادون علينا عندما يتورطون “

لا يزال قرار الحكومة القاضي بالاحتفاظ بالتوقيت الصيفي بشكل مستمر طيلة السنة، والطريقة التي تم بها القرار المفاجئ، يثير جدلاً داخل فئات واسعة من المجتمع المغربي، فيما يسارع المسؤولون الحكوميون الوقت من أجل إخراج تدابير تترجم هذا القرار على أرض الواقع لملائمته والحياة اليومية للمواطنين.

وفي هذا السياق دعا سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المركزيات النقابية، لاجتماع عاجل اليوم الثلاثاء ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً، لمحاولة إشراكها في تدابير ملائمة التوقيت المدرسي مع قرار الاحتفاظ بالتوقيت الصيفي الذي اتخذته الحكومة.

واعتبر محمد الراقي نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في اتصال مع “الأول”، أن “منطق الوزارة في التعامل مع النقابات غير مقبول وغير معقول، حيث يتم المناداة علينا عندما تكون الوزارة في ورطة، ولا يتم إشراكنا قبل اتخاذ القرار”.

وتابع الراقي، “إن هذا الأمر غير صحيح شكلاً، أما من حيث المضمون فإننا سنطالب الوزير بالإفصاح عن الدراسة التي تقول الحكومة أنها اعتمدت نتائجها للإبقاء على التوقيت الصيفي، ومن قام بها ؟”.

مضيفاً، “أما بخصوص التدابير التي أعلن عنها أمزازي بخصوص تغيير التوقيت المدرسي، فإنها تدابير للأسف تنم عن جهل بواقع المدرسة العمومية والمشاكل التي تعيشها، بل بوضع المنظومة بأكملها”.

متسائلاً، كيف يمكن للتلاميذ والتلميذات أن يتناولوا وجبة الغداء داخل مؤسسات أغلبها ليست بها مراحيض ولا ماء صالح للشرب قبل أن نتكلم عن وجود مطاعم؟..، إن من قرروا هذه الإجراءات لم يأخذوا بعين الاعتبار هذا الوضع”.

موضحاً، “بالإضافة إلى البنية التحتية للمدارس هناك مشكل العنصر البشري، حيث أن هناك مدارس فيها شخص واحد هو المسؤول عنها، وعن إدارتها، فكيف يمكنه أن يراقب التلاميذ الذين سيضطرون للغداء فيها، وأين سيقومون بذلك؟، حقيقةً إننا أمام مسؤولين لا يعلمون ما يجري في الواقع”.

من جهة أخرى قال الراقي إن “هذه الإجراءات لها انعكاسات ليس على التلاميذ وحدهم بل على آبائهم، وأولياءهم، الذين هم مضطرون إلى تكييف توقيت عملهم مع التوقيت المدرسي الجديد، إن هم استطاعوا ذلك، ولا يكفي أن نتحدث عن موظفي القطاع العام بل هناك أغلبية تعمل في القطاع الخاص”.

وأشار الراقي إلى أن “نقابته ستستمع إلى الوزير أمزازي وستعبر عن وجهة نظرها في الموضوع، ومهما كانت مخرجات اللقاء سيكون لها موقف واضح، ستعلن عنه في الأيام المقبلة، بحيث لا يمكن المرور مرور الكرام على مثل هذه الإجراءات والقرارات التي لم يتم إشراك النقابات كشريك اجتماعي فيها قبل اتخاذها”.

وكان الوزير أمزازي قد التقى أمس الاثنين، ممثلين عن فيدرالية أباء وأولياء التلاميذ، حول نفس الموضوع، حيث أقنعهم بتغيير طفيف على أوقات التمدرس، وهو أمر بعيد المنال بالنسبة للنقابات على ما يبدو.