الجامعي: عبد الواحد الفاسي يطمح إلى إحياء محاكم التفتيش

انتقد الصحفي خال الجامعي، بقوة، عبد الواحد الفاسي، زعيم تيار “لاهوادة” داخل حزب الاستقلال، على إثر هجومه مؤخرا على احمد عصيد الذي قال الفاسي إن تصريحاته مستفزة، مضيفا:” هاداك السيد الله يشافيه” “.

وشبه الجامعي، في المقال الأسبوعي الذي يخص به “الأول” ننشره غدا، عبد الواحد الفاسي بـ” توركيمادا” (راهب اسباني عاش في القرن الخامس عشر للميلاد، وهو أول محقق عام في محاكم التفتيش نكلت بالمسلمين واليهود في الأندلس) وقال الجامعي: “من الواضح أن السيد الفاسي لا يرى الأمور من نفس الزاوية. وبدل ذلك اختار الاتهام وتلبّس دور توركيمادا مرافعا في محكمة من محاكم التفتيش.

وقال الجامعي إن الفاسي وصف عصيد بكونه “مريض عقلي، وبأنه يزرع الفتنة بين الناس، عبر انتقاداته الأخيرة للتعليم الديني بالمغرب، لذلك وجب إيقافه على وجه السرعة”، مضيفا: “لعل الفاسي يأمل في أن يُستجاب له مثلا باللجوء إلى “الطب النفسي العقابي” في التعامل مع “حالة” أحمد عصيد، كما كانت تُمارس تحت قيادة زعماء الاتحاد السوفياتي سابقا، لـ”ترويض” معارضيهم، والمتمردين والمثقفين المزعجين، وكما مارسها الحسن الثاني مع الراحل الشيخ عبد السلام ياسين، مؤسس “جماعة العدل والإحسان”، بعدما نشر رسالته “الإسلام أو الطوفان” سنة 1973″.

وبلغة لا تخلو من سخرية وتهكم،  قال الجامعي: “لعل الفاسي تحرك منفعلا خوفا من انتشار “الخزي” الذي يُعممه عصيد “في بلد يحكمه أمير المؤمنين، بلد تسيره حكومة يرأسها حزب يدافع عن الدين الإسلامي”.”، مضيفا:  “أمير المؤمنين، الذي- ويا للمفارقة-  أعطى أوامره لوزيريه في التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية بالشروع في مراجعة معمقة للنصوص الدينة في البرامج التعليمية”.

وذكّر الجامعي الفاسي بفقرة من أشهر كتاب لوالده علال الفاسي، قال فيها: “وليس ما أعرضه في هذا الكتاب أفكارا أفرضها على قرائي أو ألزمهم بانتحالها، بل إنها ليست بأفكار نهائية حتى بالنسبة إلي، وإنني لمستعّد لأن أعيد النظر في كل رأي منها”، معلقا على ذلك: “هذه الروح هي ما يحتاجها السيد الفاسي وأمثاله ممن ركبوا موضة المحافظة وموجة التهجم على الأفكار، لتسليط الضوء على أنفسهم والعودة إلى الساحة السياسية، بعدما تم لفظهم في الظل”، مضيفا: ” فهل يعرف السيد الفاسي أن الأفكار “المظلمة” قد تصنع بريقا زائفا، لكنها لا تصنع ضوءاً ينير الطريق؟”.