خلق مقطع فيديو يظهر طفلا يقود سيارة ويعتدي لفظيا على شرطي حاول توقيفه، موجة من الانتقادات في مصر، خاصة بعد ما كشفت وسائل إعلام أن “والد الطفل يعمل قاضيا”.

واستحوذت القصة على نقاشات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت وسوم مثل “#ابن_القاضي وشرطي المرور” قائمة المواضيع المتداولة على تويتر لساعات طويلة.

وواكب المغردون تطورات القضية بدءا من مرحلة استجواب الطفل والإفراج عنه وحتى إعادة توقيف وإيداعه لدار رعاية في وقت لاحق.

فقد أفادت تقارير صحفية بإعادة توقيف الطفل وأربعة من رفاقه صباح الاثنين المنصرم 2 نونبر. ووصفت تلك التقارير حالة “الهلع والبكاء” التي انتابت الأطفال.

واستأثرت القصة باهتمام المصريين، خصوصا بعد تداول أن بطلها طفل يقود سيارة فارهة ويعرض حياته وحياة المارة للخطر، ويهين شرطيا طالبه باستظهار رخصته، حيث حذر عدد منهم مما وصفوها بـ”ظاهرة الإفلات من العقاب واستغلال النفوذ”.

وتعود الواقعة إلى 26 أكتوبر ، عندما تقدم المارة بشكوى لشرطي مرور وأبلغوه بوجود شخص يقود سيارة برعونة، فاستوقف السيارة، ليكتشف أن السائق طفل يرافقه آخرون من نفس العمر.

ويظهر الشرطي في الفيديو المتداول، الذي تعذر على “الأول” نشره احتراما لخصوصية الأطفال، وهو يسأل الطفل عن رخصة القيادة، فصُدم بكيل من الشتائم تنهال عليه وبسخرية الأطفال منه وتوعدهم بإيذائه.

وبمجرد انتشار الفيديو عبر مواقع التواصل، أعلنت النيابة العامة في بيان نشرته على فيسبوك، فتح تحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

لكن بيانا آخر يفيد بإخلاء سبيل الطفل بناء على طلب الأخصائي النفسي، قوبل بموجة استنكار، إذ طالب مغردون بـ”معاقبة الطفل وأبيه المستشار وتحميل الأخير المسؤولية كاملة حتى لا يتكرر الموقف ثانية”.

وكانت النيابة قد أشارت في بيانها الثاني إلى أن “السيارة التي كان يستقلها الطفل مملوكة لصديق والده، وقام باختلاس مفاتيح السيارة دون علم صاحبها”.

وحملت النيابة المسؤولية لصديق العائلة واكتفت بتغريمه 10 آلاف جنيه مصري أي ما يعادل 600 دولار أمريكي.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على “طفل المرور” وأربعة من أصدقائه، بسبب فيديو جديد نشره عقب إخلاء سبيله، بسبب إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان “طفل المرور” قد نشر فيديو مع عدد من أصدقائه يقول فيه: “مش إحنا اللي نتحبس واحنا مش زيكو”، بالإضافة إلى بعض الألفاظ النابية، ما دفع النيابة إلى إصدار قرار بضبطه للحفاظ على حق المجتمع.

وأعلنت النيابة العامة في بيان نشرته مساء الاثنين الماضي، إيداع الطفل لـ “دار ملاحظة” لمدة أسبوع وطلب مذكرة من والده المستشار. كما قررت حبس أصدقائه أربعة أيام وعرضهم على الطب الشرعي لإجراء تحليل للتأكد من تعاطيهم للمخدرات.

جدير بالذكر أن وسائل إعلام محلية قد أكدت أن الطفل يدعى أحمد، وأنه طالب في الصف الثالث الإعدادي بإحدى المدارس الدولية في المعادي، وأنه يقيم في أحد الكمباوندات.

وكالات

التعليقات على “طفل المرور”.. الحادثة التي أعادت إبراز الوجه القبيح لاستغلال النفوذ والإفلات من العقاب في مصر مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

مندوبية الحليمي ترصد تحسنا في مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الثاني من سنة 2024

أظهرت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، المنجز من طرف المندوبية السامية للتخطيط، أ…