دعت جمعية “كازاميموار” وزارة الثقافة إلى فتح حوار وطني شفاف مع جميع الأطراف المعنية بحماية التراث من أجل اعتماد قانون شامل ومتكيف مع الواقع المحلي، يضمن نقل التراث الوطني للأجيال القادمة.

وقالت الجمعية المعروفة بدفاعها عن المعمار التراثي والوجه الثقافي لمدينة الدار البيضاء منذ تأسيسها سنة 1995، إنه “على مدى أكثر من عقد من الزمن، تم تحقيق تقدم كبير في مجال الحفاظ على التراث المعماري للقرن العشرين بمدينة الدار البيضاء وتعزيزه. وبفضل التزام العديد من الفاعلين – من مؤسسات عمومية، ومجتمع مدني، وباحثين، ومواطنين – تعزز الاعتراف بهذا التراث باعتباره عنصرًا أساسيًا في تنمية المدينة. اليوم، تتمتع العديد من المباني بحماية فعلية، سواء من خلال الجرد، أو إدراجها ضمن قائمة التراث الوطني، أو دمجها في مخططات التهيئة الحضرية. كما تم تنفيذ عمليات ترميم وإعادة تأهيل نموذجية، وازداد النقاش حول مكانة التراث في تطور المدينة، خاصة مع اقتراب الأحداث الكبرى التي تستعد الدار البيضاء والمغرب لاستقبالها”.

وفي هذا السياق، أضافت جمعية “كازاميموار”، في بلاغ لها: “تفاجأنا الشهر الماضي بإزالة مبنى سكني يُعرف بـ “بلوك بوعزة”، الذي كان جزءًا من النسيج العمراني لمنطقة الحنك. ومؤخرًا، نقلت الصحافة تهديدات تطال المباني التابعة للدرك الملكي بشارع عثمان بن عفان. هذان المعلمان، اللذان يمثلان محطات بارزة في التاريخ المعماري والعمراني للدار البيضاء، يواجهان اليوم خطر الزوال. إن هدم “بلوك بوعزة” وإمكانية فقدان مباني الدرك الوطني يثيران تساؤلات عميقة حول الاستراتيجية المتبعة للحفاظ على هذا التراث الجماعي”.

وتابعت “كازاميموار”، “نحن ندرك أن تأهيل المجمعات المعمارية للقرن العشرين قد يتطلب في بعض الحالات تدخلات على المباني القائمة. ومع ذلك، فإننا نؤكد أن هذا يجب أن يتم عبر تشاور معمق وحوار بناء مع جميع الأطراف المعنية بحماية وتعزيز التراث البيضاوي. إن اتباع نهج قائم على الوضوح والحوار ضروري لضمان تطور متوازن للمدينة، مع الحفاظ على تراثها. غير أن غياب هذا التشاور يحرم المدينة من نقاش جماعي حول الحلول الممكنة، مما قد يؤدي إلى محو الجهود المبذولة في السنوات الأخيرة للحفاظ على هوية الدار البيضاء وذاكرتها”.

من ناحية أخرى، عبرت “كازاميموار” عن دعمها “بالكامل المبادرات الأخيرة الهادفة إلى إعادة تأهيل الدار البيضاء وتحسين جودة الحياة لسكانها. إن تطوير البنية التحتية، وتأهيل الفضاءات العامة، وتعزيز المرافق الحضرية هي خطوات أساسية لمستقبل المدينة. ومع ذلك، يجب أن تترافق هذه التحولات مع احترام التراث المعماري والعمراني، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للدار البيضاء. ومن هذا المنطلق، نأمل ألا يشكل هدم “بلوك بوعزة” سابقة خطيرة، وندعو إلى مزيد من اليقظة لتجنب الاختفاء غير القابل للاسترجاع لمعالم أخرى بارزة في تاريخنا الحضري”.

وأكدت جمعية “كازاميموار” على أن “حماية وتعزيز التراث الوطني لن تكون فعالة إلا من خلال تبني قانون جديد للتراث، مع تحديد واضح لاختصاصات ومسؤوليات الجهات المعنية. وفي هذا السياق، نأسف لأن مشروع القانون الذي قدمته وزارة الثقافة، رغم نواياه في إرساء إطار قانوني حديث وفعال، قد تم إعداده دون إجراء مشاورات حقيقية مع المجتمع المدني”.

التعليقات على بعد إزالة عمارة العنق.. “كازاميموار” تحذر من هدم بلوك بوعزة والتهديدات التي تطال عناصر أخرى من التراث البيضاوي مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الرئيسان الفرنسي والجزائري يؤكدان عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعد أشهر من التوتر

أعلن الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون عن عودة العلاقات بين بلديه…