من المستحب، بل من الجيد، أن تنفتح الجامعة على محيطها، وأن تفتح أبوابها لقامات في مجالها لنقل خبرتها إلى الطلبة، بدل اكتفائهم فقط بالدروس النظرية. لكن يجب أن يكون هذا الانفتاح على أشخاص، يمكن أن يحملوا الإضافة للطلبة، والأهم أن يكون هؤلاء الأشخاص يقدرون العلم والعلماء. فهل ينطبق هذا الأمر على إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي.

علاقة إدريس لشكر بالمثقفين، علاقة متوترة جدا، وينطبق عليه مقولة داك الجنرال الفرنسي الذي قال: ” عندما أسمع كلمة مثقف، أضع يدي على مسدسي”.

وقصصه مع مثقفي حزب الاتحاد الاشتراكي، معروفة، وكرهه لهم ذائع الصيت، ويكفي إطلالة بسيطة على المكاتب السياسية التي “عين” أصحابها طيلة ولاياته المتعددة، وطبيعة البروفايلات التي يعشقها، وكيف همش وأبعد المثقفين، وكل من له ملكة التحليل والنقد، واكتفى فقط، بالمبندقين و”عبيد العافية”.

ما الذي يمكن أن يقدمه إدريس لشكر للطلبة من خلال مساره الطويل في السياسة، هل سيتحدث لهم عن مساره “الهادئ” في القطاع الطلابي، أم عن تجربة التنظيم مع محمد اليازغي، أم عن الهوس بالاستوزار أيا كان الثمن، أم الرغبة في “تبليص” الأبناء والبنات في مراكز المسؤولية الحزبية والمنتخبة والمهنية، والبحث لهم عن الاستوزار، وفي أضعف الأحوال سفارة في اي مكان بالعالم!.

الدرس الافتتاحي، يُفترض أن يكون لحظة إشراق فكري وإثراء معرفي، أصبح بدعوة لشكر مجرد واجهة فارغة لا تعكس إلا موت الأمل في التعليم المغربي. وبدل  استدعاء قامة فكرية من قبيل عبد الله العروي، نستدعي قائدا لحزب كان كبيرا، وأصبح في عهده يستجدي الدخول للحكومة، وبدل ما كان يرفع شعار “المقاعد لا تهمنا”. أصبح شعاره “المقاعد هي كل همنا”.

 

التعليقات على ماذا يعرف إدريس لشكر عن الدرس الأكاديمي ليقدم درسا افتتاحيا بكلية؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

أخنوش: الصناعة الوطنية تمكنت من الوصول إلى أسواق عالمية تضم 2.3 مليار مستهلك