يعرف المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة، منذ صباح اليوم السبت، إقبالا كبيرا من قبل ساكنة مدينة البوغاز وضواحيها على التبرع بالدم لفائدة ضحايا الزلزال، الذي ضرب عدة أقاليم من المغرب قبل منتصف ليلة أمس الجمعة.
ولوحظ تقاطر أعداد كبيرة من المواطنين، نساء ورجالا من مختلف الأعمار، على مركز تحاقن الدم بشارع المسيرة الخضراء للتبرع بهذه المادة الحيوية وتوفير الأكياس اللازمة، مساهمة منهم لتغطية الحاجيات الملحة والضرورية لضحايا الزلزال، وتلبية لنداء مسؤولي وزارة الصحة ومسؤولي المركز على الصعيد الجهوي وفعاليات مدنية الذين أكدوا على أهمية التبرع بالدم في هذه الظروف الاستثنائية.
في السياق ذاته، دعت الكثير من الجمعيات المحلية من مختلف الاهتمامات وفعاليات اجتماعية ومدنية ساكنة المدينة الى القيام بالواجب الإنساني والمجتمعي والمساهمة في توفير الكميات الضرورية من الدم، كالتفاتة إنسانية اتجاه ضحابا الزلزال من مختلف الأقاليم المتضررة، والمبادرة إلى التبرع بالدم سواء في المركز الجهوي لتحاقن الدم أو بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس الذي أحدث اليوم السبت وحدة خاصة لتلقي التبرع بالدم.
وقالت المتبرعة فاطمة بولعايش إن التبرع بالدم قبل أن يكون ضرورة ملحة في هذه الظروف العصيبة التي تجتازها العديد من مناطق المملكة، فهو تعبير عن التضامن والتآزر و ممارسة فضلى واجبة على كل القادرين من المجتمع، مشددة على أن هذه المبادرة الإنسانية والمواطنة يجب أن تستمر وتصبح عادة دائمة ومعتادة لدى المواطن القادر.
من جهته، قال الشاب توفيق الطعواطي إن فعل الخير وقت الضرورة أمر من صميم قيم المغاربة، مبرزا أن قدومه الى مركز التحاقن الدم للتبرع، ومنذ الصباح الباكر، كان عفويا وشعورا مسؤولا المراد منه المساهمة في دعم الناس المتضررين في مختلف مناطق المغرب.
في السياق ذاته، قال العربي كركيش أن تبرعه بالدم سلوك وواجب وطني وديني يتبناه جل المغاربة كما اعتاد الكثير بشكل دوري على فعل هذا الخير، الذي لا يقل شأنا عن المبادرات الاجتماعية التي يقوم بها المغرب إما في إطار جمعيات أو بشكل فردي، معتبرا أنه لا يجب أن يكتفي المواطنون بالتبرع خلال هذه الظروف الصعبة بل عليهم أن يعتادوا عل هذا النوع من المبادرات.
بالنسبة لسناء.ب فتبرعها بالدم هو “التفاتة معنوية أكثر من أي شيئ آخر”، مبرزة كل المغاربة على استعداد للقيام بالواجب خلال الأيام القادمة، إما بشكل مبادرات فردية أو بشكل جماعي أو فئوي، انطلاقا من قيم التضامن والتآزر وتلبية لنداء الضمير والمواطنة الحقة.
على صعيد آخر، بادرت جمعيات بمدينة طنجة بإطلاق مبادرات مدنية عفوية لجمع مساعدات عاجلة لدعم ضحايا زلزال الحوز، لاسيما من خلال توفير الأغطية والخيام والمواد الغذائية الأساسية وإيصالها إلى المناطق المنكوبة.