سلط تقرير حديث صدر عن “مركز الإمارات للسياسات” الضوء على تطور العلاقات الجزائرية الصينية، إضافة إلى التحديات التي تعتري العلاقات بينهما، وعلى رأسهم قضية الصحراء المغربية.
التقرير، المعنون بـ”الموازنة والتحوُّط: العلاقات الصينية-الجزائرية في ظل تنافس القوى العظمى” أكد أن الصين والجزائر تشتركان في محددات أساسية رسمت الهوية الثورية ومعاداة الإمبريالية الغربية في البلدين، فيما وتعود العلاقات بين الجانبين إلى دعم الصين للجزائر في حرب الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي (1954 – 1962)، والحكم الثوري الصيني تحت قيادة ما تسيدونغ (1949 – 1976). وشهدت العلاقات الثنائية زخماً حقيقياً خلال اللقاء الأول الذي نظم في الاجتماع الأفرو-آسيوي في باندونغ عام 1955، ثم لاحقاً بعد اعتراف الصين بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عام 1958، وكانت أول دولة غير عربية تعترف بها.
وأرود التقرير أن “حجم التبادل التجاري بين الجانبين، قفز خلال العقدين الماضيين، من 400 مليون دولار عام 2003 إلى 8 مليارات دولار العام الماضي، وهو ما جعلها تتخطى فرنسا باعتبارها أكبر مصدر للجزائر عام 2013”.
المصدر ذاته أشار إلى أنه رغم ذلك، إلا أن “الجزائر تبقى هي الشريك الأصغر في العلاقات الثنائية، ويظهر ذلك جليا في حجم الصادرات الصينية إلى الجزائر التي تتجاوز 7 مليارات دولار سنويا”، مبرزا أن “الجزائر تنظر إلى الصين باعتبارها شريكا تاريخيا في مقاومة الإمبريالية رغم التغيرات الجذرية التي شهدتها إيديولوجيا الحكم في بكين، وترى فيها بديلا للمنظومة الاقتصادية الغربية التي لا تتوافق مع رؤيتها للنظام العالمي”.
التحديات في العلاقات الصينية–الجزائرية
وحول تحديات العلاقات بين البلدين، أبرز المصدر ذاته أن أحد أهم نقاط الخلاف بين الجانبين، تكمن في توقعات الجزائر إزاء موقف الصين من البوليساريو وقضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن الصين دعمت خلال حكم “ماو” حركات التحرر في أفريقيا والعالم العربي القائمة على حق تقرير المصير. لكن منذ “دنغ تشايوبنغ”، باتت السياسة الخارجية الصينية أكثر برغماتية وتوقفت، بشكل شبه كامل، عن تسليح الحركات المسلحة حول العالم وتمويلها. وينسحب الموقف البرغماتي الصيني على قضية الصحراء المغربية أيضا. وتتبنى بيكين اليوم موقفاً محايداً مستنداً لسياسة الموازنة الاستراتيجية في علاقاتها بكلٍّ من الجزائر والمغرب.
وأضاف المصدر ذاته أن جمهورية الصين الشعبية “تواصل في العلن التمسك بموقف محايد حول هذا النزاع وتشجع الأطراف على التوصل إلى حل عادل ودائم على أساس المفاوضات، دون تقديم أي مبادرات للوساطة بين الطرفين كما يأمل المسؤولون الجزائريون، مشيرا إلى أن ما يقلق بعض المسؤولين في الجزائر أن الصين تظهر دعما لخطة الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب خلال محادثاتها السرية مع المغاربة، إذ يعتبرون ذلك موقفا محيرا”، ويرجع ذلك إلى تفسير الصين للقضية باعتبارها تتعلق بمبدأ احترام سيادة أراضي المغرب ووحدتها.
وفسر التقرير هذا الموقف الصيني ب”الانعكاسات المباشرة وغير المباشرة على وحدة الأراضي الصينية نفسها؛ ذلك أن الدفع باتجاه إجراء استفتاء قد يفضي إلى استقلال الصحراء المغربية سيتحول إلى سابقة تصبح بموجبها الصين في موقف مطالبة بإقرار إجراء مماثل على حق تقرير المصير في الأقاليم الصينية التي تشهد نزعات انفصالية، على غرار إقليمي شينجيانغ والتبت”.
كما أن الصين ترى أن المملكة المغربية تزداد قوة وأهمية استنادا إلى اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي اعترفت بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، إضافة إلى النفوذ المتزايد للرباط في منطقة الساحل والصحراء، زد على ذلك أن هذا الموقف الصيني الحذر تحكمه، إضافة إلى المحددات السياسية، محددات اقتصادية ذات أهمية هي الأخرى.
“خطير”.. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟
اتهامات خطيرة تلك التي أطلقها رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو…