ملابس العيد.. غلاء الأسعار يثقل كاهل الأسر المغربية

غزلان ميسة

تشهد الأيام الأخيرة، من شهر رمضان إقبالا متزايدا على الأسواق المغربية، وخاصة محلات بيع الملابس التقليدية و ملابس الأطفال، ومع اقتراب حلول عيد الفطر، تعرف هذه التجارة رواجا، و انتعاشا اقتصاديا مهما يختلف عن الأيام العادية.
وفي كل سنة تسبق هذه المناسبة تحضيرات وتجهيزات خاصة، تنطلق في العشر الأواخر من شهر رمضان بحيث يتسارع الآباء والأمهات لاقتناء ملابس عيد الفطر، من أجل الظهور بإطلالة جذابة وراقية ، تتماشى مع الأجواء الدينية وخاصة أن ليلة القدر لا تفصلنا عنها إلا أيام قليلة، حيث يتزايد فيها الإقبال على اقتناء اللباس التقليدي، مثل “القفطان”، “الجبادور” و”الجلباب” مرفوقا بالبلغة المغربية.
حسن صاحب محل للملابس التقليدية بقيسارية درب السلطان بالدار البيضاء، يقول لـ”الأول”، إن “الإقبال على شراء الملابس التقليدية، يزداد بشكل ملحوظ خلال أيام عيد الفطر، مقارنة مع الأيام العادية، لكن هذه السنة بالضبط نعاني من غلاء الأسعار ومن كون المواد الأولية شهدت ارتفاعا مما ساهم في تراجع عدد الزبائن مقارنة مع السنوات الفارطة، وكذلك ارتفاع تكلفة شحن البضائع الراجع للزيادات المتواصلة في أسعار المحروقات التي يعرفها المغرب.
و أوضـح صـاحب المحل أنه نظرا للطلب المتزايد خلال هذه الفترة، فإنه يتم عرض كمية أكبر من ” الجلابيب” و الكندورات” و “الجبادور” التي ازدادت أثمنتها بنسبة 20 في المائة عن ثمنها العادي، وتبقى معقولة هذه الزيادة، مقارنة مع الارتفاع الصاروخي التي تشهده معظم المواد الأولية.
ولفت المتحدث ذاته، أن خلال عرضه للملابس التقليدية على الزبناء، فإنه يحاول أن يراعي القدرة الشرائية لكل زبون، رغم أن نوعية الثوب وجودته تختلف من ثوب إلى آخر، ولكن تبقى الخياطة والتطريزات هي التي تتحكم في تحديد سعر كل قطعة على حدة.
وبجوار محل حسن التقى “الأول”، السيدة رقية التي جاءت لاقتناء ملابس العيد لأطفالها الثلاث، حيث قالت “ساعتين وأنا أتجول بين المحلات التجارية بدرب السلطان ولم أستطيع أن أشتري ملابس العيد بثمن مناسب، كما كنت متعودة في سنوات سابقة بسبب الارتفاع المهول، وغير المسبوق في الأسعار، وهذا ما سيثقل كاهل الأسر المغربية، ويساهم في حرمان العديد من الفئات الاجتماعية الهشة من شراء الملابس الخاصة بهذه المناسبة.
وأضافت رقية أن هذه الزيادات المتواصلة في الأسعار، تؤثر سلبا على الآباء والأمهات، وكذلك على نفسية أطفالنا الذين ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر لإحياء أجواء العيد.