أيمن عنبر*
تسعى إيران إلى تكريس تموضعها بمنطقة شمال وغرب إفريقيا بعد الانسحاب الكلي لفرنسا من بعض الدول والفراغ الأمني الذي شكلته الأخيرة بعد تراجع نفوذها بالساحل بحيث تحاول طهران كسب معركة الوجود السياسي بالشمال الإفريقي في ظل الإمكانيات الاقتصادية والسياسية المتاحة بها.
العاصمة الموريتانية نواكشوط استقبلت الثلاثاء الماضي، أول زيارة رسمية لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد، برفقة وفد سياسي إيراني رفيع المستوى، تم استقباله من طرف الرئيس محمد ولد الغزواني والتي تأتي بعد أسابيع قليلة من محادثات هاتفية جمعته مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.
زيارة المشرف على الجهاز الدبلوماسي الإيراني لموريتانيا تأتي بعد سلسلة زيارة قام بها لكل من مالي وبوركينافاسو وتشاد والنيجر، ليختم رحلته بموريتانيا الشيء الذي يشكل مصدر تأويلات عدة خصوصا وأن طهران تشكل تهديدا أمنيا للمملكة المغربية.
ويرى مراقبون أن “الزيارة الإيرانية تأتي تحت سعي طهران للتوغل في المنطقة المغاربية بعد زيارات سابقة إلى مجموعة من دول الساحل ، وعبر استغلالها لتحالفها القوي مع الجزائر”.
وأكد المراقبون أن “الجزائر قد سخرت فضاءها الحدودي ودبلوماسيتها لصالح طهران ما دفعها إلى التوجه نحو موريتانيا لكسب ثقتها السياسية، في إطار سياستها الجديدة إزاء الدول العربية والإفريقية”.
وكشف الخبراء السياسيون أن “إيران تحاول كسر الحصار الذي فرضته عليها دول الغرب منذ سنوات، وتستغل بذلك هشاشة المنظومة الأمنية بالساحل لتوسيع المد الشيعي خصوصا بعد تراجع الدور الفرنسي بغرب إفريقيا، مما دفع إيران إلى تعزيز جهودها الدبلوماسية بالمنطقة، من خلال الانفتاح على موريتانيا التي تطمح إلى جعلها بوابة حدودية لها”.
وخلص المحللون إلى “أنها قد نجحت في وضع قدم لميليشياتها الإرهابية بمنطقة تيندوف، وذلك عبر تقديم التدريب العسكري لنظيرتها “البوليساريو”.
من جهة أخرى انتقد حزب “الصواب” الموريتاني استقبال وزير الخارجية الإيراني، مؤكدين أنه “من الغباء أن تستقبل حكومة موريتانيا وفدا حكوميا رفيع المستوى لنظام يقتل شعبه ويسير في كل يوم بخطوات توسعية لانتهاك مزيد من سيادة جيرانه ويضرب في عمق استقرارهم ونسيجهم المجتمعي والمذهبي الطبيعي”.
كما اعتبر الحزب أن زيارة وزير الخارجية الإيراني “خارجة بشكل كلي عن السياق الطبيعي لمًا ينبغي ان تكون عليه موريتانيا من تضامن مع الايرانيين في الداخل وخارجة عن سياق مبدأ التضامن والأخوة مع أشقائها العرب في العراق والشام والجزيرة العربية “.
وخلص حزب “الصواب” الموريتاني على أنه “لا يمكن لعدو العرب في الخليج والشام والعراق أن يكون صديقهم في المغرب العربي ولا يمكن لنظام يبني سياسته على الدم والقمع أن تحسن صورته زيارة لبلاد كان عليها أن ترفض أي شكلٍ من أشكال التطبيع مع مثله من الأنظمة أو الكيانات وعلى رأسها الكيان الصهيوني الذي يتبادل مع نظام الملالي في ايران أدوار القتل والاحتلال والتشريد”.
*صحفي متدرب
بايتاس “كلاشا” المعارضة: أين حكومة 2012 من محاربة الفساد؟
وجه مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، ا…