يشهد الوسط المسرحي غلياناً غير مسبوق وغضباً بسبب ماعرفته النسخة 22 من المهرجان الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة بمدينة تطوان، حيث أن بعض الوجوه المسرحية المعروفة خرجت منددةً بـ”سوء التنظيم” ومنهم من لمّح إلى أنه جرت أمور “غير مهنية” تمّ من خلالها “منح” الجائزة الكبرى للمهرجان لمسرحية “غيتة” للمخرج إدريس الروخ، في حين أن هناك مسرحيات مشاركة سبق وأن نالت جوائز دولية أحقّ بالجائزة.

وكشف مصدر مطلع لـ”الأول”، أن “الجميع كان يعلم أن الجائزة الكبرى ستعود إلى المسرحية التي أخرجها ادريس الروخ حتى قبل انطلاق المهرجان، وذلك بسبب تدخّل مباشر من مدير الفنون بوزارة الثقافة المسؤول الرئيسي عن كل ماجرى خلال المهرجان”.

ذات المصدر أوضح، أن ” هناك مسرحيات منافسة في المهرجان، فازوا بجوائز خارج المغرب في مهرجانات عربية ودولية بمصر وتونس وغيرها، مثل مسرحية “شاطرا” لمخرجها أمين نسور، ومسرحية “حدائق الأسرار” للمخرج محمد الحرّ، وأيضاً مسرحية أمين الساهل “بريندا”، كانوا أحقّ بالجائزة الكبرى من المسرحية التي أخرجها الروخ”.

وأشار ذات المصدر المطلع، إلى أنه “خلال تسليم الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المنظم بمدينة تطوان حيث تمّ الاعلان عن المسرحية التي أخرجها إدريس الروخ، كفائزة بالجائزة، انسحب الجميع من الصالة وبقي فقط ّأعضاء الفرقة المسرحية والمتوّجون بالجوائز فوق الخشبة أمام الكراسي الفارغة.. فعلاً ما حصل عار على المسرح والمسرحيين في هذا البلد”.

وقال المصدر إن “المخرج المسرحي محمد الحرّ احتج فوق خشبة المسرح يوم عرض مسرحيته “حدائق الأسرار” بسبب عدم توفر قاعة العرض على الأجهزة التقنية اللازمة من إضاءة وغيرها مما جعل العرض يتأخر انطلاقه حوالي 45 دقيقة عن موعده مما أحرج المنظمين الذين لم يقوموا بواجبهم احتراماً للفنانين المشاركين”.

وفي نفس السياق قال المخرج والمسرحي أمين نسور، في اتصال مع “الأول”: “إن المهرجان الوطني للمسرح في نسخته 22 عرف تنظيماً كارثياً بشهادة الجميع، لا من ناحية ظروف الاقامة التي كانت دون المستوى، ولا أيضاً الجانب التقني والذي اشتكت منه أغلب الفرق المشاركة، بسبب الشركة التي تعاقدت معها مديرية الفنون والتي كُلفت بالاشراف على كلّ ماهو تقني “.

وأضاف نسور: “أيضاً هناك أمر غير مفهوم جرى خلال هذه النسخة.. هو أن الجميع تفاجأ بلجنة التحكيم وتشكيلتها، ولم يتم ذكرها كما جرت العادة في الكُتيب الخاص بالمهرجان. وهذا ما يطرح أكثر من علامة استفهام.. أكيد أنا كمشارك وبعد الإعلان عن الفائزين لا يمكنني إلاّ أن أتقبل ذلك بكل روح رياضية، لكن هناك إحساس بالمؤامرة من أجل النيّل من التجارب المسرحية الجادة التي أعطت مكانة رفيعة للمسرح المغربي على المستوى العربي”.

وتابع ذات المتحدث، “لقد تمّ إقصاء الفنانين والوجوه المسرحية البارزة لمدينة تطوان التي تحتضن المهرجان، حيث أنه لم يتمّ تكريم أيّ من الرواد الذين ينتمون إلى المدينة ونفس الشيء على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة بأكملها.. لم توجه دعوة لهم وهناك من قاطعوا المهرجان وحتى البعض ممن حضروا جاؤوا فقط مجاملةً لزملائهم من باقي مدن المملكة”.

وقال أمين نسور: ” أنا بصفتي مسرحي، وبعد المهزلة التي جرت في هذه النسخة، أعلن مقاطعتي لمديرية الفنون بوزارة الثقافة التي أحملها كامل المسؤولية، كما أني قرّرت الدخول في اعتصام بمقر المديرية حتى يتم تغيير مديرها”.

وأوضح نسور:” صحيح أن الوزير المهدي بنسعيد أقدم على مبادرات جريئة في بداية الولاية الحكومية لفائدة المسرح في المغرب لكن كل هذه المبادرات لم تجد طريقها إلى المسرحيين ولم تنعكس على حال المسرح بسبب الادارة التي تعيش خللاً وجب تصحيحه”.

 

 

 

 

 

التعليقات على فضيحة منح الجائزة الكبرى لادريس الروخ بالمهرجان الوطني للمسرح تؤجج مطلب الفنانين بإقالة مدير الفنون بوزارة الثقافة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

ملف “إيسكوبار الصحراء”.. النيابة العامة تردّ على طلبات الدفاع بخصوص استدعاء أحمد أحمد ومسؤولين في البرلمان

في أول ردّ لها على طلبات دفاع المتهمين في ملف مابات يعرف بأسكوبار الصحراء، المعتقل على خلف…