استعرض رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أمس الاثنين في نيويورك، خارطة الطريق التي قام المغرب بإعدادها، بهدف الارتقاء بمنظومة التربية الوطنية للفترة 2022-2026، مبرزا أن هذه الخارطة جاءت ثمرة مشاورات وطنية شاملة، وفق منهجية تشاركية تعتمد على مساهمة مختلف الأطراف المعنية بالتحول التربوي والتعليمي، وخاصة منهم المعلمين والتلاميذ وعائلاتهم.
وأكد أخنوش، في كلمة أمام الاجتماع رفيع المستوى لقمة الأمم المتحدة حول تحويل التعليم، أن خارطة الطريق هذه تستند على ثلاثة محاور رئيسية، تروم تمكين التلميذ من الكفاءات والمهارات الأساسية، وتعزيز أداء المعلم وتطوير قدراته على تأمين التحول في التعليم، وتجويد المدرسة من خلال إحداث مؤسسات تعليمية حديثة ومنفتحة.
كما تتوخى هذه الخارطة، يضيف رئيس الحكومة خلال هذه القمة المنعقدة على هامش الجمعية العامة الـ77 للأمم المتحدة، بلوغ ثلاثة أهداف في أفق سنة 2026، تتمثل في تقليص معدل الهدر المدرسي بنسبة الثلث، والرفع بنسبة 70 في المائة لعدد التلاميذ المتمكنين من المهارات الأساسية عبر تجويد التعلم و تحسين المعارف، ومضاعفة عدد التلاميذ المستفيدين من الأنشطة شبه المدرسية والأنشطة الموازية.
ومن أجل كسب هذا الرهان وتحقيق الأهداف المسطرة، أكد أخنوش أن الحكومة عملت على إشراك جميع الفاعلين والمتدخلين، تفعيلا لمبادئ الحكامة الجيدة وتبذل كل المجهودات لتعبئة التمويلات الضرورية، واستكشاف مقاربات متجددة لدعم الإصلاح، وضمان تمويل مستدام وإبرام شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف مع الشركاء الدوليين.
على صعيد الإنجازات المحققة، شدّد رئيس الحكومة في كلمته، على أن المغرب أحرز، بفضل التوجيهات الملكية السامية، “تقدما كبيرا” في مسار إصلاح منظومة التعليم وتجويدها في أفق تحقيق نهضة تربوية حقيقية، تماشيا مع طموحات الأجندة الأممية 2030 للتنمية المستدامة، وانسجاما مع الأهداف الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد.
وتنفيذا لرؤية الملك بشأن التعاون جنوب-جنوب، أبرز أخنوش أن المغرب يسعى جاهدا إلى تنفيذ مشاريع تعاون واعدة في مجال التعليم والتدريب مع البلدان الشريكة، وإطلاق مبادرات ملموسة، على غرار مبادرة جلالة الملك محمد السادس بإنشاء ”معهد إفريقي للتعلم مدى الحياة”.
وبعد أن أكد أخنوش، مجددا، دعم المغرب للنداء العاجل للتحرك وتسريع الجهود من أجل إحداث التحول المنشود في التعليم وللمبادرة الدولية لتمويل التعليم، جدد التزام المملكة وحرصها على دعم الشراكة العالمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، لاسيما في إطار اللجنة رفيعة المستوى المعنية بتحقيق هدف التنمية المستدامة الرابع المتعلق بالتعليم.
ويترأس أخنوش الوفد المغرب إلى أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتعليمات من الملك محمد السادس.