عرفت عتبات القبول لولوج بعض مؤسسات التكوين المهني بالمغرب هذه السنة ارتفاعا ملحوظا، وهو ما عكس حجم الإقبال الكبير والمتزايد على هذه المراكز التي يعول عليها لتحقيق إندماج سريع وفعال للشباب في سوق الشغل.
ووصلت عتبة انتقاء حاملي البكالوريا الراغبين في ولوج مراكز التكوين المهني إلى معدل 14.18 في بعض الشعب، كما هو الحال بالنسبة إلى المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية “أساكا تيكوين” بأكادير.
واختار هذا المعهد التابع لـOFPPT، المرشحين الذين لا يقل المعدل الذي تحصلوا عليه في البكالوريا عن 14.18 أو يفوقه لاستكمال دراستهم في مسلك التقني المتخصص شعبة التطوير الرقمي، بينما حدد معدل 14.06 كمعيار لانتقاء الطلاب الراغبين في دراسة شعبة الهندسة المدنية، في حين لم يقل المعدل المعتمد في باقي الشعب عن 13، ما يعني أن المعدلات التي باتت معتمدة في التكوين المهني أصبحت تتجاوز تلك المطلوبة في الانتقاء التمهيدي لولوج كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مثلا، التي فتحت أبوابها هذا العام أمام حاملي البكالوريا المتحصلين على معدل 12.
هذا الواقع الجديد، وإن كان يدخل في تفسيره عدد من العوامل والمحددات بعضها ثابت وآخر متحول، غير أنه يؤشر على مرحلة جديدة في تمثل أهمية وراهنية “التكوين المهني” في فتح آفاق الاندماج المهني والاستقرار الاجتماعي لفئات واسعة من الشباب في مجتمع ظل السواد الأعظم من أفراده، على مدار سنوات، ينظر إلى من يتابع دراسته في “التكوين” نظرة دونية مقللا من شأنه ومن مقدراته الإدراكية وقدراته على التحصيل الجيد.