أفاد تقرير مشترك لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ومنظمة اليونسكو، أن القطاع الثقافي في العالم ،فقد بسبب جائحة كورونا، أكثر من 10 ملايين وظيفة في عام 2020 بمفرده وشهد انخفاضا تراوح ما بين 20 و40 في المائة في الإيرادات.
وأضاف التقرير ،الذي قدمت معطياته خلال لقاء اليوم بأبوظبي، أن إجمالي القيمة المضافة للقطاع ، انخفض بنسبة 25 في المائة في عام 2020 ، مبرزا انه على الرغم من ذلك شهدت ،المنصات السمعية البصرية نموا ملحوظا بسبب زيادة الاعتماد على المحتوى الرقمي أثناء فترة تفشي الجائحة .
وأكد التقرير ، الذي حمل عنوان “الثقافة في زمن كوفيد-19” ،الحاجة إلى اتباع نهج متكامل من أجل تعافي قطاع الثقافة، داعيا الى إعادة صياغة قيمة الثقافة ودعمها بوصفها أساسا هاما لمجتمع يتسم بقدر أكبر من التنوع والاستدامة.
وسلط التقرير، الذي استند إلى بيانات مستقاة من أكثر من مائة تقرير في مجال الثقافة ومن مقابلات أجريت مع أربعين خبيرا ومحللا اقتصاديا ، الضوء أيضا على التحولات الكبيرة التي طرأت على الإنتاج الثقافي ونشره ولا سيما بسبب تسارع رقمنة المنتجات الثقافية أثناء تفشي الجائحة حيث بلغ إجمالي إيرادات الاقتصاد الإبداعي الرقمي في عام 2020 ما يقارب 2،7 مليار دولار على صعيد العالم أي أكثر من ربع إجمالي إيرادات القطاع الثقافي ككل.
واعتبر التقرير أن الجائحة تمثل تهديدا للتنوع الثقافي ، حيث تراجع استقرار سبل عيش العاملين المستقلين والمهنيين العاملين في المجال الثقافي، إلى جانب تفاقم أوجه عدم المساواة المتجذرة أصلا والمتعلقة بالجنس والفئات المحرومة في المجتمع ، مما دفع العديد من الفنانين والعاملين في القطاع الثقافي إلى ترك هذا المجال “مما قوض تنوع أشكال التعبير الثقافي”.
وأشار التقرير الى أن عدم المساواة إضافة الى التفاوت الإقليمي، تسببا في إلحاق ضرر كبير بإنتاج السلع والخدمات الثقافية وتوزيعها، حيث فقد 64 في المائة من العاملين المستقلين في قطاع الثقافة في أمريكا اللاتينية أكثر من 80 في المائة من دخلهم بسبب تفشي جائحة كوفيد-19.
وخلص التقرير الى أن نهاية الجائحة تمثل فرصة مهمة لإعادة تحديد مكانة الثقافة في الخطة العامة ولتعزيز قيمتها كمنفعة عامة، مضيفا أن الجائحة أدت إلى تعزيز الاعتراف بالقيمة الاجتماعية لقطاع الثقافة وبإسهامه في تحقيق الرفاه الجماعي والفردي وفي إنجاز التنمية المستدامة .