أعلنت وزارة الاستثمار السعودية، عن بدء شركة “لوسيد” للسيارات الكهربائية بأعمال بناء مصنعها في مدينة رابغ بطاقة إنتاجية تبلغ 155 ألف سيارة سنويا وباستثمارات تزيد على 12,3 مليار ريال (3.28 مليار دولار).
وأوضح خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أن البدء في تطوير صناعة السيارات الكهربائية في المملكة يعكس التزام المملكة القوي بجذب استثمارات نوعية تسهم في تنويع الاقتصاد ونقل التقنية وتطوير المهارات لدى الشباب السعودي، كما تعكس التزام المملكة العالمي بتعزيز الاقتصاد الأخضر وتخفيف الانبعاثات الكربونية.
ورحب بإعلان شركة “لوسيد” الأمريكية للسيارات الكهربائية عن البدء في بناء مصنعها، الذي يؤكد تنافسية بيئة الأعمال في المملكة، وفق أعلى المعايير العالمية، وبما يعمل على تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية مفضلة للاستثمارات النوعية والمتقدمة، مؤكدا أن التقنيات الحديثة والابتكارات هي التي تقود الاقتصاد العالمي وتشكل مستقبله.
وحول جهود المملكة لتطوير قطاعي الصناعة والنقل، قال وزير الاستثمار إن تطوير قطاع تصنيع السيارات الكهربائية يشكل جزءا من الجهود الأوسع للمملكة للنهوض بالقطاعين الصناعي والصناعات المتقدمة، ويلعب دورا رياديا ومؤثرا في تطوير مستقبل النقل والحياة الحضرية في العالم، مضيفا أن قطاع النقل يلعب دورا مهما في انتقال المملكة إلى اقتصاد أكثر اخضرارا وفي جهود المملكة لتحقيق التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060.
وسيقوم مصنع شركة “لوسيد” بإنتاج أربعة أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية بدءا من 2023، وسيصل المصنع لطاقته الاستيعابية الكاملة في 2028 البالغة 155 ألفا، كما سيكون هناك نوعان حصريان للمصنع المزمع بناؤه في المملكة وتصدير ما يقارب 95 في المائة من إنتاجه، ما يدعم ميزان المدفوعات في المملكة، إضافة إلى دعم سلاسل الإمداد، وفتح فرص استثمارية جديدة في المملكة.
وسيكون مقر مصنع المركبات الكهربائية لشركة “لوسيد” في الوادي الصناعي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وتوفر المدينة ميزات تنافسية وحلولا للمستثمرين والشركات في احتياجات الطاقة وسلاسل التوريد المحلية وموقع المصنع، الذي يسهل الوصول إلى الخدمات اللوجستية العالمية.
وأعلنت المملكة، مؤخرا، التزامها بشراء 50 ألف مركبة كهربائية مع إمكانية شراء 100 ألف مركبة إضافية خلال الأعوام العشرة القادمة، حيث من المتوقع البدء في تسليم مركبات المصنع الكهربائية في السوق السعودية خلال هذا العام، حيث سيعمل المصنع على تلبية الطلب المتنامي للسيارات الكهربائية في المملكة والمنطقة، كما سيعمل على تعزيز القدرة التصديرية لأسواق الشرق الأوسط من المملكة.
وشهدت السعودية زيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر في الأعوام الأخيرة، حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في 2021 أعلى مستوى له منذ أكثر من عقد، مدفوعا بأجندة التحول الاقتصادي الطموحة للمملكة، وفق رؤية 2030 والاستراتيجية الوطنية للاستثمار المطلقة العام الماضي.
وكان بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الصناعية، قد أكد أن السعودية تستهدف صناعة أكثر من 300 ألف سيارة سنويا في المملكة بحلول 2030، لافتا إلى أن ملف صناعة السيارات في المملكة يعد من الملفات المهمة التي راعتها الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وذلك لأنها من الصناعات المعقدة، التي تساهم في تطوير سلاسل الإمداد لعديد من المنتجات. وأوضح الخريف خلال حفل وضع حجر الأساس لمصنع شركة لوسيد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، أن حجم الإنفاق على السيارات في المملكة خلال 2020 وصل إلى ما يقارب 40 مليار ريال (10.66 مليار دولار)، مشيرا إلى أن حجم السوق السعودية يتجاوز أكثر من نصف مليون سيارة سنويا، وهو ما يمثل 50 في المائة من السوق الخليجية، ومضيفا أن صندوق التنمية الصناعية السعودي قدم تمويلا لإنشاء مصنع “لوسيد” بقيمة تصل إلى أكثر من خمسة مليارات ريال.