تقدّم النائب البرلماني رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، بمقترح قانون يقضي بإحداث منحة مالية للخريجين حاملي الشواهد العليا في وضعية البحث عن شغل.
وأكد النائب البرلماني في مذكرة تقديم مقترح القانون المذكور أن عطالة خريجي مؤسسات التعليم العالي والمعاهد العليا ومؤسسات التكوين المهني الوطنية، تعتبر إحدى الإشكاليات الكبرى التي تواجه المنظومة التعليمية ببلادنا، وتعبر عن خلل في تلك المنظومة، التي لا يستطيع خرّيجوها الاندماج في الحياة المهنية، كما تعبر عن خلل في علاقة الجامعات والمعاهد والمؤسسات التكوينية بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، وانفصالها عن حاجيات هذا المحيط.
وتابع حموني: “وبالرغم من أن المؤسسات التكوينية العليا، تخضع بشكل مستمر للإصلاح، والذي مع الأسف، يكون أحيانا جيل بكامله ضحية لهذا الإصلاح، فإن إشكالية بطالة الخريجين حاملي الشهادات العليا، لا تزال تعتبر إحدى أكبر الإشكالات العويصة، التي تواجه صانع القرار التربوي والتعليمي ببلادنا”.
وجاء في المذكرة أنه “وبكل تأكيد، فإن لهذه الإشكالية المعقدة والحارقة، آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية، بل تمتد إلى الآثار السياسية والأمنية، وهي الآثار التي تتفاوت من حيث درجة تأثيراتها ومجالاتها الترابية، لذلك فإن الإمكانية الوحيدة التي يتم اللجوء إليها
من قبل بعض هؤلاء الخريجين، هي ممارسة بعض المهن التي تتميز بالهشاشة وانعدام شروط الحماية الاجتماعية”.
وتابع النائب البرلماني في تقديم مقترح قانون إحداث منحة مالية للخريجين حاملي الشواهد العليا في وضعية البحث عن شغل، ” لقد كشفت الدراسة الصادرة عن الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بمناسبة إصدار المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أول بحث وطني حول إدماج خريجي التعليم العالي، أن 69,4 % من خريجي التعليم العالي تمكنوا، بعد أربع سنوات من مغادرة مؤسسة التكوين، من ولوج سوق الشغل، فيما 13,3 % منهم يبحثون عن عمل، و9,4 % في وضعية متابعة أو رجوع للدراسة، و7,9 % في وضعية عطالة، أي لا يشتغلون ولا يدرسون”.
وأضاف، “كما أبرزت الدراسة، التي تعود لسنة 2018، أن نسبة التشغيل مرتفعة نسبيا عند خريجي المؤسسات غير التابعة للجامعة بنسبة 93,9 % وخريجي التعليم العالي الخاص بنسبة 79,1 %، في حين سجلت مؤسسات التكوين المهني بعد البكالوريا والجامعة نسبة تشغيل أقل من المتوسط الوطني بـ 66 %، و68,1 %”.
وحسب المقترح، “ذهبت الدراسة إلى أن الحاصلين على الإجازة الأساسية والتقنيين المتخصصين هم الأكثر تضررا من البطالة بعد التخرج بأربع سنوات، وأظهر هذان النوعان من الشواهد نسبا مرتفعة من البطالة بمتوسط 16,1 %، و21 % و20,5 % على التوالي، وأن هذه النسب المرتفعة في البطالة بين هذين النوعين من الشواهد، تعبر عن مشاكل في ولوج سوق الشغل ومشاكل في عدم توافق المهارات والكفاءات المحصل عليها، بعد الشهادة ومتطلبات سوق الشغل. وهو ما يسائل منظومة التربية والتكوين، عن مدى قدرتها في التوفيق بين هاذين الإشكاليتين”.
وقال رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب في مقترح القانون إن “مخرجات هذه الدراسة، بقدر ما تعطي تفاؤلا حذرا عن مصير حاملي الشهادات العليا، فإنها تغفل جانبا آخرا من المعاناة الاجتماعية والنفسية، التي تمس فئة مجتمعية واسعة، تبقى خارج منظومة الإنتاج الوطنية ولا يتم الاستثمار الجيد فيها”.
وتابع، “لقد أصبحت ظاهرة عطالة خريجي الجامعات والمعاهد العليا ومؤسسات التكوين المهني الوطنية، ظاهرة للجميع ومن الصعب تجاهلها أو غض الطرف عنها، وأن أعداد هؤلاء الخريجون آخذة في التمدد، بيد أن تقرير المندوبية السامية للتخطيط، أوضح أن بطالة حاملي الشهادات العليا تبقى مرتفعة، بحيث ارتفع معدل البطالة لديهم من 18,5% إلى 19,6%. وهو ما يعني إهدار طاقات وموارد بشرية تم الاستثمار فيها، دون الاستفادة من عوائدها وتوظيفها في عملية إنتاج التنمية الوطنية”.
مشيراً لإلى أنه “أمام انسداد الأفق، وغياب مبادرات حقيقية لخلق فرص شغل قارة ودائمة، وبشروط الكرامة والعيش الكريم، فإن مبادرة تخصيص منح مالية لهذه الفئة التي هي في طور البحث عن شغل، ستعتبر مساعدة اجتماعية عبر صندوق تضامني، خاصة وأن بلادنا بصدد تنزيل وإرساء أسس الدولة الاجتماعية”.
من بينها حماية التراث اللامادي من محاولات الاستيلاء.. هذه أهم المستجدات التي جاء بها مشروع قانون حماية التراث الثقافي
صادق المجلس الحكومي اليوم على مشروع القانون رقم 33.22 يتعلق بحماية التراث، أخذاً بعين الاع…