كتبت الأسبوعية الفرنسية “لوبوان” أن المغرب حقق نصرا دبلوماسيا كبيرا من خلال استقطاب إسبانيا لقضيته، بعد عام واحد من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
وأوضحت المجلة، في مقال نشر على موقعها الإلكتروني بعنوان “الصحراء.. مغزى دعم الإسبان للموقف المغربي”، أنه في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية “ليس فقط انتهاء الأزمة الدبلوماسية وإستعادة العلاقات الكاملة بين البلدين، ولكن أيضا دعمه للوحدة الترابية للمغرب”.
وسجلت أن قرار إسبانيا “يخلط الأوراق ويجعلها تنضم إلى حركة الاعتراف التي أطلقتها الولايات المتحدة في دجنبر من سنة 2020”.
وأكدت المجلة الفرنسية “لقد تم ذلك الآن. تصريحات بيدرو سانشيز تؤكد تطور الموقف الإسباني من ملف الصحراء”، مشددة على أن هذه الرسالة الموجهة إلى الملك “لن تخلو من تداعيات على الخريطة الجيو-سياسي والجيو-اقتصادي للمنطقة”.
ولفتت إلى أنه في البلاغ الذي أعلنت فيه رئاسة الحكومة الإسبانية التزامها بـ “ضمان سيادة المغرب ووحدته الترابية”، “تتعهد” مدريد للمملكة “بالاحترام المتبادل وتطبيق الاتفاقات والامتناع عن الإجراءات الأحادية والشفافية والتواصل الدائم، مضيفة أن هذا” التحالف” سيتجسد، أيضا، من خلال تطوير خارطة طريق” واضحة وطموحة”.
واعتبرت أنه أنه إذا كانت الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية إلى الملك “تشهد على المكانة الذي تحتلها المملكة الشريفة في المنطقة، فإن زيارته التي ستتم برمجتها في وقت لاحق، وكذلك زيارة رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس المرتقبة في نهاية الشهر الحالي، ستدشن أيضا مرحلة جديدة في العلاقات الثلاثية بين المغرب وإسبانيا وأوروبا”.
وبالنسبة لإسبانيا، تضيف الأسبوعية، فإن التحديات “هائلة”، فالمغرب ليس أول شريك تجاري إفريقي لها وثالث شريك اقتصادي لها خارج الاتحاد الأوروبي فحسب، ولكن أيضا الشريك “المميز” في العديد من القضايا، من قبيل مكافحة الإرهاب، تدبير تدفقات الهجرة، ومكافحة الجريمة المنظمة.
وأشارت إلى أن هذه الشراكة تهم 16 مليار يورو من التجارة و17 ألف مقاولة إسبانية، 700 منها محدثة على التراب المغربي، مضيفة أنه، علاوة على ذلك، ارتفعت الصادرات الإسبانية إلى المغرب بين سنتي 2020 و2021 بنسبة 29 في المائة.
وأضافت “وعلى صعيد آخر، يتجاوز البعد الاقتصادي، يعيش ما لا يقل عن 800 ألف مغربي في إسبانيا”.