رشيد معبودي (ومع)
ما المانع من المحاولة ؟ حكمة الشرط فتيحة جرمومي جعلت من هذه المقولة مبدأ لها، فهي مارست العديد من الرياضات قبل أن تركز على كرة القدم ، وميدان التحكيم على وجه الخصوص ، حيث مثلت المغرب بشرف في مختلف المسابقات الدولية. جرمومي، من مواليد مدينة وجدة، كانت في يناير الماضي ، ضمن الطاقم التحكيمي الذي أدار مباريات النسخة الثالثة والثلاثين لبطولة كأس الأمم الإفريقية، مما يدل على موهبة المرأة في البساط الأخضر.
وقالت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء “لعبت كرة القدم منذ الصغر في الأحياء ،مع الأصدقاء، ثم في إطار الألعاب المدرسية، القاطرة الحقيقية للرياضة الوطنية. لقد مارست كرة السلة وكرة اليد والعديد من التخصصات الأخرى”. ولأن الصلة بين التحكيم واللياقة البدنية وثيقة للغاية، اختارت فتيحة في سنة 2000 التخصص في ألعاب القوى. وأضافت “تخصصت في رمي الرمح وتفوقت في هذا التخصص. توجت أكثر من 5 مرات ببطولة المغرب ثم بطلة في الألعاب الجامعية العربية سنة 2010″، مشيرة إلى أنها أدارت بالموازاة مع ذلك مباريات في قسم الهواة وبطولة كرة القدم النسوية. ولأن رياضة الركبي مشهورة جدا في الجهة الشرقية، فقد انجدبت فتيحة جرمومي لهذا الصنف الرياضي الذي مارسته لأكثر من ثماني سنوات.
وتابعت “كنت عميدة الفريق الوطني للركبي للإناث، والذي نجح في كثير من المناسبات في الصعود لمنصة التتويج في البطولة الإفريقية. كما حققنا نتائج جيدة للغاية في البطولات الدولية التي شاركنا فيها”.
وفي سنة 2014، قررت فتيحة جرمومي التركيز على هدف واحد والعمل في مجال التحكيم، وهي التي بدأت هذه المهنة في عام 2005 وأصبحت حكمة وطنية بعد ذلك بعامين. وقالت: “مثل أي حكم، كان حلمي أن أشارك في البطولات الدولية”، مشيرة إلى أن الخطوة الدولية الأولى في مسيرتها كانت في سنة 2018 خلال كأس إفريقيا للأمم للإناث، والتي نظمت في غانا. بعد هذه التجربة، تم اختيار فتيحة، التي أصبحت حكما دوليا في سنة 2016، للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة في 2019، بمصر، وهو حدث رياضي مؤهل للأولمبياد، حيث كانت ضمن الطاقم التحكيمي لمباراة الترتيب للحصول على المركز الثالث.
تم تكريس هذا المسار مطلع عام 2022 بالكاميرون، حيث تم تعيين فتيحة جرمومي، إلى جانب سبعة حكام مغاربة، بينهم بشرى كربوبي، لقيادة مباريات المونديال الإفريقي. وكانت حكما مساعدا خلال مباراة غامبيا ومالي، بالإضافة إلى كونها ضمن الفريق المسؤول عن تقنية الفيديو المساعد للحكم في مباريات أخرى.
وأضافت: “شخصيا، أفضل أن أكون حكما في الميدان، وخاصة في مباريات من المستوى العالي”.
رفع هذا التحدي ليست مهمة سهلة، حيث أن اللياقة البدينة العالية للحكام شرط لا غنى عنه لإنجاح أي مباراة. وأضافت “بالطبع تتطلب مباريات الذكور لياقة بدنية عالية لمتابعة كل تفاصيل المباراة لكن ذلك لا يعني أن مباريات الإناث هي الأخرى تتطلب نفس المستوى من التركيز”. ولأكون دائما في مستوى عال، أتدرب ستة أيام في الأسبوع ولا أدخر جهدا من أجل الوصول إلى مستوى بدني جيد “.
وتعتبر فتيحة جرمومي، المعروفة بجدية شخصيتها وقراراتها الحاسمة على خط التماس، نموذجا يحتذى به للحكام الشباب، خاصة وأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تواصل إيلاء أهمية كبيرة لكرة القدم والتحكيم النسوي.
حزب الأحرار يعبّر عن “ارتياحه” لقرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية
عبّر المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار عن ارتياحه للقرار الأخير لمجلس الأمن حول مغ…