عاد حزب العدالة والتنمية ليوضح طبيعة تموقعه على ضوء نتائج استحقاقات 8 شتنبر الانتخابية، مؤكدا أنه “مضطر لاستئناف دور المعارضة الذي قام بها في محطات تاريخية سابقة، ولتحمل مسؤوليته كما تقتضيها أعراف الممارسة السياسية النبيلة”.
وكان الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، دعا برلمانيي “البيجيدي” إلى الهدوء في معارضة حكومة عزيز أخنوش حتى لا ينضم الحزب إلى ما وصفها بـ”الجوقة” التي انقلبت بين عشية وضحاها من مؤيدة إلى منتقدة.
وأشار العدالة والتنمية عبر موقعه الرسمي إلى ما أسماها بأصناف المعارضات، منها “النوع الذي يقول عنه المغاربة لي كياكل مع الذيب وكيبكي مع السارح”، مقدما كنموذجين حزب الاستقلال الذي “تحول لمعارض من داخل حكومة عبد الإله ابن كيران في نسختها الأولى، والتي كان يتولى فيها حقائب مهمة كالمالية والطاقة والمعادن والتربية الوطنية”، وحزب التجمع الوطني للأحرار الذي جسد بحسب “البيجيدي” أغرب قصص المعارضة والتي دامت ولاية حكومية كاملة ومن داخل الحكومة.
وهاجم “البيجيدي” حزب “تستاهل احسن”، موردا أنه “قام طيلة ولاية حكومة سعد الدين العثماني، بالتبشير ببرنامج بديل اسماه “مسار الثقة”، يَعد فيه المغاربة بوعود كبيرة ويضع فيه أولويات محددة، كأنه حزب معارض يبشر ببديل لوضع قائم، متناسيا أنه جزء أساسي من هذا الواقع، وهو بذلك وعوض أن يؤسس لمسار للثقة، يبطل آخر رمق فيما تبقى منها لدى المواطنين تجاه العملية السياسية والفاعلين فيها”.
وواصل الحزب: “وهناك صنف آخر من المعارضة، سريالي في مضمونه وفي آلياته، يمكن أن نسميه: “المعارضة بأثر رجعي”، وهو ما قامت به وزيرة المالية ويقوم به حزبها عموما، فهذا الحزب الذي كان على مدى تاريخه مشاركا في كل الحكومات إلا في ما نذر، وبعد أن أصبح يتولى رئاسة الحكومة، أخذته شهوة المعارضة وبدا يصحح بالقلم الأحمر ما أسماه انتكاسات العشرية الأخيرة، وهو الذي كان عنصرا أساسيا في تدبير تلك المرحلة، بل هو من تولى أغلب الوزارات الأساسية في الاقتصاد الوطني من مالية وصناعة وتجارة وفلاحة وصيد بحري”.
أما الصنف الأخير، وفق إخوان بنكيران فهو، “معارضة الموجة” وهو ما أسماه بلاغ الأمانة العامة بـ”الجوقة”، وهي بحسبهم، “اصطناع رأي عام موجه، عوض أن يؤسس مواقفه على قناعات تنسجم مع المنطلقات وتحاول أن تبني رأيها على أسس متينة، ورؤية واضحة، تصبح كحاطب ليل، يلتقط كل شيء يقذف به في وسائل الإعلام دون تمحيص ولا استبانة لأهدافه ومراميه، وعوض أن تتحول المعارضة إلى فعل واع يتم تجريدها من مقومات العقلانية التي لا يمكن تحصيلها إلا بتفحص الأهداف بدقة ومقاربة المآلات بترو ومسؤولية، وتصير المعارضة هنا تصريفا لأجندات خفية”.
وأكد الحزب أن “المعارضة التي يريدها في هذه المرحلة حسب بلاغ الأمانة العامة، ليست معارضة “إنا عكسنا”، وليست معارضة “الجوقة أو الموجة “، وليست أيضا معارضة “التفاهة”، بل هي معارضة واعية ومدركة لمآلات فعلها، متيقنة من جدية وفاعلية مضمونها، مستقلة في قرارها متحررة من الأجندات والتوظيف المشبوه، متحررة من سلطة “التفاهة” التي تنعشها منصات التواصل الاجتماعي، وهي تلك المعارضة التي تتسامى على حسابات المواقع وتنحاز لحساب الوطن، فتقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت بلا مركب نقص ولا عقد سياسية”.