سحبت منظمة اليونسكو اليوم الأربعاء، مرفأ ليفربول من قائمتها للتراث العالمي، متحدثة عن مخاوف بشأن مشاريع تطوير مفرطة تفقد الموقع أصالته، وذلك في قرار وصفته لندن بأنه “رجعي”، معربة عن “خيبة أمل بالغة” تجاهه.
وخلال اجتماع لجنة التراث العالمي في المنظمة برئاسة الصين، صوّت 13 مندوبا لمصلحة اقتراح سحب المرفأ الواقع في شمال غربي إنجلترا من القائمة، مقابل رفض 5 أعضاء، أي ما يزيد على أكثرية الثلثين المطلوبة لسحب موقع ما من قائمة التراث العالمي.
ويعود هذا القرار إلى المخططات الموضوعة لاستصلاح المرفأ، بما يشمل تشييد أبنية شاهقة وملعب جديد لكرة القدم؛ مما قد “يلحق أضرارا دائمة” بالطابع التراثي للموقع، وفق لجنة اليونسكو.
وكانت ليفربول أُدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي إثر عملية تجديد طموحة للواجهة البحرية وأرصفة السفن بعد عقود من التراجع. وكانت المدينة نقطة انطلاق لملايين “المهاجرين الأيرلنديين والبريطانيين والعبيد الأفارقة” في القرون الماضية، كما تشكل هذه المدينة ذات التراث الموسيقي الغني مهد فرقة “بيتلز”.
وأسهم هذا التاريخ في تشكيل ما عدّته اليونسكو “الطابع المميز والروحية الفريدة” للمدينة، غير أن المجلس الدولي للآثار والمواقع (وهو هيئة استشارية لليونسكو) كان قد “طلب مرارا” من الحكومة البريطانية تقديم ضمانات أقوى عن مستقبل المدينة المدرجة منذ سنة 2012 على قائمة التراث المهدد.
ولكن مشاريع التجديد تواصلت لدرجة باتت تفقد الموقع أصالته، ويعد ملعب كرة القدم الجديد لنادي إيفرتون، الذي وافقت عليه الحكومة من دون أي تحقيق عام- “أحدث مثال على مشروع ضخم يتعارض تماما” مع أهداف اليونسكو، حسب المجلس.
وعلّق ناطق باسم الحكومة البريطانية اليوم الأربعاء على القرار معربا عن “خيبة أمل بالغة” لدى بريطانيا، فقال “نعتقد أن ليفربول لا تزال تستحق تصنيفها على قائمة التراث العالمي؛ نظرا للدور المهم الذي أدّته أرصفة السفن في التاريخ والمدينة بصورة أوسع”.
وفي فيديو نشرته على “تويتر”، أعربت رئيسة بلدية ليفربول العمالية جوان أندرسون أيضا عن “خيبة أملها”، قائلة إنها “تجد صعوبة في فهم كيف يمكن لليونسكو أن تفضّل بقاء أرصفة سفن فارغة بدل بنائنا ملعب إيفرتون”، وأعلنت عزم سلطات المدينة على التقدم بطعن في هذا القرار.
كذلك ندد رئيس منطقة ليفربول ستيف روثرام بهذا القرار “المتخذ من الطرف الآخر من العالم على يد أشخاص يبدو أنهم لا يفهمون النهضة” التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة، ووصف سحب ليفربول من قائمة التراث العالمي بأنه “تدبير رجعي لا يعكس الحقيقة على الأرض، وأشار إلى أن “مواقع كثيرة أوردت ذكرها اليونسكو موجودة في مناطق تحتاج بشدة إلى الاستثمارات”، معتبرا أن “مناطق مثل ليفربول يجب ألا تُخيّر بين الحفاظ على وضعها كموقع تراثي” أو مساعدة “مجتمعات متروكة لمصيرها”.
وأبدت بلدان عدة -بينها أستراليا، التي يواجه الحاجز المرجاني العظيم فيها أيضا احتمال ملاقاة المصير عينه- معارضتها سحب ليفربول من قائمة اليونسكو، معتبرة أنه تدبير “راديكالي” في خضم جائحة “كوفيد-19″، كما طالبت البرازيل والمجر ونيجيريا بإرجاء القرار عاما واحدا لإعطاء مزيد من الوقت للمجلس البلدي الجديد الذي انتُخب في ماي الماضي.
ويمثّل تصنيف موقع ما على قائمة التراث العالمي محركا سياحيا أساسيا، ويشجع الحكومات على حماية الكنوز الثقافية أو البيئية في بلدانها، غير أن أي إدراج على هذه القائمة ليس نهائيا، إذ يمكن سحب هذا التصنيف أو تغييره، ليصبح ضمن قائمة المواقع المهددة بالخطر.
وكانت اليونسكو بدأت الدورة 44 الموسعة للجنة التراث العالمي في فوزهو بالصين يوم 16 يوليو الجاري، وفقا لبيان صادر عن المنظمة.
وقال البيان إن أعمال الدورة ستستمر عبر الإنترنت حتى 31 يوليو/تموز الجاري، وستقوم اللجنة المؤلفة من 21 عضوا إبان دورتها بالنظر بصفة خاصة في حالة حماية 255 موقعا مدرجا بالفعل في قائمة التراث العالمي، من بينها 53 موقعا مدرجا أيضا في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
ووفقا للمنظمة، فإن لجنة التراث العالمي تضطلع بمسؤولية إنفاذ اتفاقية التراث العالمي، ودعم بلدان العالم قاطبة من أجل حماية مواقع التراث العالمي.
وتضم الدورة المنظمة هذا العام أعمال عامي 2020 و2021، بعدما أسفرت جائحة “كوفيد-19” عن تأجيل الاجتماع السنوي الذي كان من المقرر إقامته عام 2020.
وستبت اللجنة في جملة من المسائل الأساسية، ومن بينها تحديث الوثيقة التوجيهية بشأن آثار تغير المناخ على ممتلكات التراث العالمي، وإتمام تقديم التقارير الدورية بنجاح، التي تعد بمثابة آلية محورية لرصد حالة صون المواقع في أفريقيا والمنطقة العربية.
(أ ف ب)
وزارة الاستثمار تكشف عن منحة خاصة للمشاريع من أجل تشجيع توظيف النساء
أكدت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العموم…