عقب أزيد من أسبوعين من اللغط والتشكي حول التحكيم في المباريات الأخيرة للبطولة الوطنية لكرة القدم، والاتهامات التي وجهت لبعض الحكام بخصوص حالات تحكيمية شهدتها مباريات بعينها، عقدت الجامعة الملكية لكرة القدم ومديرية التحكيم في الجامعة لقاءً صحفياً حول الموضوع وتقديم حصيلة “الفار” الذي تم اعتماده خلال الموسم الحالي.

ومن غير المنطقي، حسب عدد من الملاحظين، أنه بعد كل اللغط الذي أطلقته جهات حول التحكيم بمجرد أن تغيرت قمة الترتيب، وخروج مجموعة من الأشخاص ومسؤولين ببعض الأندية، باتهامات غير مسنودة قانونياً تتهم بعض الحكام بـ”التواطؤ” لصالح فريق معين، أن يستسلم فوزي لقجع رئيس الجامعة لهذا الضغط الاعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، الذي مارسته هذه الجهات، ويعقد ندوة لا يمكن  وصفها إلا بـ”التبريرية”، محاولاً امتصاص هذا الضغط، في حين كان من الممكن أن يتجاهل كل هذه الاتهامات مادامت عبارة عن “ادعاءات غير مسنودة ومحاولة من أصحابها لتبرير الفشل” كما قال لقجع نفسه خلال الندوة.

فبالرغم من أن لقجع هاجم الأصوات التي كالت الاتهامات بـ”فساد التحكيم” إلا أنه بعقده لهذه الندوة الصحفية حول التحكيم في هذه الظروف “اعتراف” ضمني بحقيقة هذه الاتهامات أو على الأقل رضوخ للضغط ” الموجه”، وتكون هذه الجهات قد نجحت فيما كانت تطمح له منذ البداية.

لقد تحدث فوزي لقجع عن تكريس ثقافة استقلالية التحكيم، وعدم العودة للماضي القريب الذي كان المسؤول الإداري يتدخل بشكل مباشر في التحكيم، مطالباً بفضح كل من حاول التدخل في عمل الحكام، لكنه تحدث كأنه الأمر الناهي، بلهجة “حادة اتجاه مديرية التحكيم ممارساً سلطته عليهم؛ حيث طالبهم بعقد ندوة صحفية بعد كل أسبوع من التباري وجرد الحالات التحكيمية، ومعاقبة من أخطأ، وغيرها من الطلبات التي تبدو أنها أوامر الرئيس لقجع، فأين  هي استقلالية التحكيم التي تحدث عنها من كل هاته الأوامر..

واعترف فوزي لقجع أيضا، بانه مارس ضغطاً لكي يتم اعتماد “الفار” خلال منافسات البطولة هذا الموسم، وتحدث على أن عدد الحكام الذين استفادوا من التكوين في هذا المجال قليل، لكنه للأسف لم يتحدث عن الطرق التي من المفروض سلكها لتطوير المردودية وتوسيع المستفيدين من هذه التكوينات، لكي لا يتحمل حكام معدودون على رؤوس الأصابع هذا الضغط الكبير عليهم.

ويتبادر إلى الذهن بعد كل ماجرى خلال الأيام القليلة الماضية، بعد الحملة الممنهجة ضد التحكيم، أن هناك من يريد الضغط من أجل مصالحه، وجاءت ندوة فوزي القجع اليوم لتكرس هذا الوضع، فماذا يعني أن يصفق رئيس العصبة، سعيد الناصري الذي هو في نفس الوقت رئيس نادي فريق الوداد البيضاوي العريق، لكلام لقجع الذي هاجم بشدة الإساءة للتحكيم، بينما يخرج ناطقه الرسمي في الإعلام ليكيل الإتهامات للتحكيم بـ”الفساد”، ويوهم الرأي العام بأن هناك مؤامرة ضد فريقه؟.

العديد من الأسئلة تبقى معلقة ولا جواب عليها، بالنظر إلى مايحدث، ويبقى أهمها. هل أصبح مسؤولو الكرة في بلادنا رهينةً للحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام؟.

التعليقات على فوزي لقجع يستسلم للحملة الممنهجة ضد التحكيم ويعقد ندوة “تبريرية” لأخطاء الحكام مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

تطورات مثيرة في قضية الناصيري وبعيوي.. إضافة تهمة “الاتجار بعملات أجنبية” إلى باقي التهم

في تطورات مثيرة تخصّ ملف سعيد الناصيري الرئيس السابق لفريق الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعي…