خيّمت صباح اليوم الإثنين، أجواء من الحزن والحيرة على العاملين في جريدة “أخبار اليوم”، بعد أن قرّر مالكوها من دون سابق إشعار توقيف إصدارها بشكل نهائي، من خلال تدوينة نُشِرت على الصفحة الرسمية لتوفيق بوعشرين مؤسس الجريدة.

واجتمع الصحافيون والعاملون بـ”أخبار اليوم” في المقر الرئيسي للجريدة بإقامة الأحباس بمدينة الدار البيضاء، في آخر يوم عمل وهم يجهلون ما يُخبّئه لهم المستقبل، بعد أن انقطعت كل قنوات الحوار مع مالكي الجريدة.

وعمد الصحافيون والمستخدمون في حديث مع “الأول”، إلى استرجاع المحطات التي عاشها طاقم الجريدة، بحزنها وفرحها، نجاحاتها وفشلها، وحتى عندما اعتقل مؤسسها بوعشرين وبعده رئيس التحرير الصحافي سليمان الريسوني، واصلوا العمل بجهد وتفانٍ بالرغم من الضائقة المالية التي كانت “أخبار اليوم” تئِنّْ تحت وطْأَتِها؛ كل هذه المعاناة يقولون إنها لم تشفع لهم عند المالكين الذين اختاروا “يهبطوا الريدو” من دون إخبارهم، ليتفاجؤوا بالقرار مثل الجميع على صفحات “الفايسبوك”.

البعض من العاملين لم يتمالك نفسه وهو يتحدث عن تجربته وما قضاه في المؤسسة، لقد بدت علامات الحزن والغبن واضحةً عليهم، والسيدة المكلفة بالنظافة كانت تقوم بعملها كالمعتاد، لكن هذه المرة الدموع تغالبها وهي ترى أن مصدر رزقها يتم إعدامه بهذه الطريقة.

العنوان الرئيسي لهذا اليوم “الكئيب”، يقول أحد الصحافيين هو “نهاية حلم عشناه بكل جوارحنا واعتبرناه جزءً منَّا وبطريقة بشعة.. لقد أحسسنا بالحكرة وعدم الاعتراف بمجهوداتنا التي قمنا بها لصالح المؤسسة”.

ولم ينْكر الصحافيون أن ما تعرضت له الجريدة تدخّلت فيه مجموعة من العوامل الخارجية، حيث تراكمت ديون المطبعة وكراء المقر بالإضافة إلى مصاريف متعلقة بأداء واجب صندوق الضمان الاجتماعي، إلاّ أن كل ذلك لم يُؤثّر على الصحافيين الذين واصلوا العمل من داخل المؤسسة بكل نكرانٍ للذات.

وكشفت مصادر من داخل الجريدة لـ”الأول”، أن الأزمة المالية التي كانت تعيشها الجريدة منذ اعتقال مؤسسها توفيق بوعشرين، كان من الممكن تجاوزها، بل إن مقترحات اقترحها العاملون نفسُهم على المالكين من عائلة بوعشرين، إلا أن هؤلاء وعلى رأسهم توفيق بوعشرين المعتقل بالسجن، رفضوها جملةً وتفصيلاً، وأهم هذه المقترحات كان “تفويت” الجريدة للصحفيين.

ويعتزم الصحافييون القيام بمجموعة من الخطوات القانونية تحت إطار النقابة الوطنية للصحافة المغربية من أجل تمكينهم من حقوقهم المشروعة، بعد إعلان إغلاق الجريدة دون سابق إنذار.

التعليقات على “الأول” ينقل أجواء الحزن والحيرة التي تخيّم على العاملين في “أخبار اليوم” في آخر يوم عمل قبل الإغلاق مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

سابقة تاريخية.. إسم حزب الاستقلال مكتوب بحرف “التيفيناغ” والبركة للمؤتمرين: “نعتز باللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية”

قال نزار البركة الأمين العام لحزب الاستقلال خلال كلمته الافتتاحية، اليوم الجمعة، بمناسبة ا…