في استثناء غريب وسابقة وطنية لم تتكرر في الأقاليم الأخرى، خلال اليوم الأول لانطلاق حملة التلقيح ضد كورونا التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس أمس الخميس، خلت لائحة الأطر الصحية المدعوة للتلقيح في تطوان من أطباء الأسنان إلا من عدد قليل، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ولا تعرف معايير اختيارهم.
واضاف المصدر، أن أطباء الأسنان الذين صنفتهم احصائيات دولية في مقدمة الصف الأول المواجه للمخاطر بصفتهم يصنفون على رأس أكثر المهنيين تعرضا لمخاطر عدوى كوفيد 19، بحكم أن تخصصهم يمارس في المنطقة التي تعتبر بؤرة المرض ونقطة انتشاره وهي الفم، وجدوا أنفسهم مقصيين في لوائح تم إغراقها بتخصصات ووظائف إدارية، لا تقارن مخاطرها بخطورة ما يتعرض له ممارسوا مهنة طب الأسنان في زمن كورونا، وبالمقابل اغرقت اللائحة التي يبدو أنها أعدت عشوائيا، بأسماء مكررة لأطباء القطاع الخاص تحسبهم تارة على عياداتهم وتارة أخرى يحسبون على المصحات الخاصة التي يترددون عليها، كما لم تخلُ من أسماء اشخاص توفوا وأصبحوا الى جوار ربهم كحالة طبيب اختصاصي راحل، كان يمارس قيد حياته بالقطاع الخاص في جراحة المسااك البولية وحالة أخرى هاجرت قبل مدة خارج الوطن ولم تعد تمارس بتطوان.
وأكد المصدر أن أطباء الأسنان المقصيين بتطوانـ يتساءلون عن المعايير التي اعتمدتها مندوبية الصحة العمومية بتطوان لاعتماد خمسة أسماء فقط، لا غير في مدينة بها حوالي ثمانين ممارسا لمهنة طب الأسنان، نصفهم تقريبا ينطبق عليهم شرط السن المطلوب (أربعين سنة فما فوق) وفيهم من يعاني من امراض مزمنة ترفع درجة المخاطر، وللمفارقة فالطبيب الوحيد الذي توفي بتطوان تحت وطئة اصابته بفيروس كورونا كان طبيبا للأسنان يمارس بالقطاع الخاص وهذا ما لم تهتم به مندوبية الصحة العمومية بتطوان، خلال إعدادها للوائح الأطباء المستفيدين من التلقيح، رغم أن الفقيد قيد حياته وبصفته رئيسا سابقا لنقابة أطباء أسنان تطوان والنواحي كان سباقا منذ شهر مارس للانخراط في حملات دعم المستشفيات العمومية بوسائل التعقيم والحماية للمهنيين في زمن كوفيد.
في الوقت الذي يتم فيه تلقيح الفئة المعنية من أطباء الأسنان بالعمالات المجاورة (المضيق الفنيدق وطنجة) وكذا باقي مدن المملكة دون مشاكل، تأبى تطوان إلا أن تخلق الحدث والاستثناء فتغرد بشكل شارد مهددة نجاح معركة وطنية يتجند الجميع لإنجاحها.