عكس ماتم الترويج له قبل عقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، خرج سعد الدين العثماني وفريقه في قيادة البيجيدي منتصراً، نسبياً، بعد انتزاعه دعم المجلس الوطني الذي انعقد نهاية الأسبوع المنصرم، وحضره أزيد من 140 عضو، وذلك من خلال عدم إدانة “التطبيع” مع إسرائيل بشكل صريح، حيث صوتت الأغلبية دعماً للخطوة التي أقدم عليها العثماني وحكومته.

لكن البيجيدي وكعادته يحاول أن يُرضي الكل في بياناته، وهو حال البيان الختامي الذي أصدره مجلسه الوطني، والذي أكد فيه دعمه لـ”الحكومة بقيادة العثماني”، و”الوقوف وراء جلالة الملك للدفاع على الوحدة الوطنية والترابية للمملكة وسيادتها على الصحراء المغربية”، وفي نفس الوقت “إدانته ورفضه المطلق لما سمي بصفقة القرن” وتنبيهه للمغاربة من “مخاطر الاختراق التطبيعي على النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلادنا”.

حيث أكد المجلس الوطني في بيانه الختامي، الذي توصل “الأول” بنسخة منه، دعمه لـ”الحكومة” ونوه بـ”العمل الحكومي بقيادة سعد الدين العثماني”، كما دعاها إلى “مواصلة أوراش الإصلاح السياسية والاجتماعية والاقتصادية خاصة بعد التداعيات السلبية لجائحة كورونا”، و”إلى الإسراع بإخراج القوانين والمراسيم المتعلقة بتعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية وتفعيل السجل الاجتماعي الموحد، وإلى بذل المزيد من الجهود من أجل التواصل وتعبئة الرأي العام الوطني حول هذه الأوراش ومختلف البرامج التنموية المقررة عبر تراب المملكة”.

وقدمت الأمانة العامة، خلال اجتماع المجلس، تقريرا حول تفعيل توصيات وقرارات الدورة السابقة للمجلس الوطني؛ وتقرير أداء الحزب برسم سنة 2020؛ وتقرير تنفيذ ميزانية الحزب برسم سنة 2020؛ وتقرير لجنة مراقبة مالية الحزب. وبعد تقديم هذه التقارير، تم تخصيص حصتين للمناقشة العامة “تميزت كل منهما بمناقشة سياسية عميقة ومستفيضة تدخل خلالها أزيد من 140 من أعضاء المجلس الوطني”.

وخلال يوم أمس الأحد، واصل “المجلس الوطني أشغاله باستكمال المناقشة العامة والتداول والمصادقة على توصيات وقرارات اللجان الدائمة؛ وبرنامج الحزب لسنة 2021؛ وميزانية الحزب لسنة 2021؛ وتعديل النظام المالي للحزب؛ ولم يصادق المجلس بالأغلبية على طلبات عقد مؤتمر استثنائي للحزب التي تقدم بها بعض أعضاء المجلس الوطني طبقا للمادة 20 من لائحته الداخلية. كما صادق المجلس بالأغلبية على انتخاب عبد الله بووانو رئيسا للجنة الأنظمة والمساطر بالمجلس الوطني”.

وجدّد الحزب التأكيد على “مواقفه الراسخة وانخراطه الدائم وراء جلالة الملك حفظه الله للدفاع على الوحدة الوطنية والترابية للمملكة وسيادتها على الصحراء المغربية”، كما يؤكد المجلس الوطني على انخراطه الكامل في التعبئة الوطنية ويدعو مناضليه وعموم المواطنين إلى إبداع المزيد من المبادرات للترافع والدفاع عن القضية الوطنية التي تستمد عدالتها ومشروعيتها من الحق التاريخي والقانوني والسياسي، ومن رباط البيعة الشرعية التي تربط الأقاليم الجنوبية بالمؤسسة الملكية، ويعتز بالانتصارات الكبيرة التي يحققها المغرب اليوم، بقيادة جلالة الملك والتي تأتي كتتويج للتضحيات التي قدمها المغاربة من أرواحهم ودمائهم في ساحة الشرف والبطولة والتي لازالت شاهدة على الملاحم التي قدمتها وتقدمها القوات المسلحة الملكية ضد خصوم وحدتنا الوطنية والترابية”.

وثمّن الحزب “الجهود المبذولة من قبل الحكومة في مواجهة جائحة كورونا، ويحيي مبادراتها المتنوعة للتصدي لتداعياتها المختلفة ويحيي في هذا السياق الأطر الطبية والتمريضية والإدارية ورجال ونساء القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ورجال ونساء التعليم وعمال النظافة وكافة المؤسسات المنتخبة والسلطات المحلية، كما يحيي المواطنين والمواطنات الذين عبروا خلال هذه الجائحة عن منسوب عال من التضحية والتضامن والتآزر والتعاون”.

ونوّه المجلس الوطني بـ”الحملة الوطنية الرقمية والميدانية التي نظمها الحزب تحت شعار ” نحمي بلادي وحبابي”، والتي عبر فيها مناضلو الحزب على مستوى عال من المسؤولية والوطنية والجاهزية والتعبئة والانخراط في المجهود الوطني استجابة للنداء الملكي الوارد في خطاب 20 غشت”.
وعبّر أعضاء المجلس الوطني عن إدانتهم لـ”حملات التشهير والمس بالحياة الخاصة للأفراد واستهداف شخصيات عمومية ومناضلين سياسيين وحقوقيين في انتهاك واضح للحريات الفردية ومس فج بحقوق الأفراد ومعطياتهم الخاصة، وهي حملات تقودها بعض المواقع والجرائد وصفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت متخصصة في ترويج الإشاعات والأخبار الزائفة، وهو ما ينبغي التصدي له بقوة القانون وبتشجيع الإعلام والصحافة الحرة والمستقلة لما يشكله من تشويش على التراكمات ومسار الحقوق والحريات ببلادنا”.

وكرّر بيان المجلس لوطني ما ظلت قيادة الحزب تردده عقب إعلان قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل، وتوقيع الاتفاق من طرف العثماني، أن المجلس “يقف بكل فخر وإجلال أمام صمود الشعب الفلسطيني البطل وما يقدمه من تضحيات أمام همجية قوات الاحتلال الصهيوني”.

مذكراً بـ”مواقف الحزب المبدئية الثابتة والراسخة ودعمه اللامشروط ومساندته القوية لكفاح الشعب الفلسطيني البطل ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم من أجل الحرية وجلاء الاحتلال وحق العودة واسترجاع حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”، كما جدّد المجلس تأكيده على” إدانة الحزب ورفضه المطلق لما سمي بصفقة القرن وينبه لمخاطر الاختراق التطبيعي على النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلادنا”.

 

التعليقات على البيان الختامي لـ”برلمان” البيجيدي يحاول إرضاء الجميع.. دَعّم العثماني في ملف الوحدة الترابية وأدان “صفقة القرن” ونبّه من “مخاطر التطبيع” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

ملف “إيسكوبار الصحراء”.. النيابة العامة تردّ على طلبات الدفاع بخصوص استدعاء أحمد أحمد ومسؤولين في البرلمان

في أول ردّ لها على طلبات دفاع المتهمين في ملف مابات يعرف بأسكوبار الصحراء، المعتقل على خلف…