عرف المغرب كباقي دول العالم، أحداثا كبرى طبعت سنة 2020، منها ما اعتُبر سيئا ومنها ما كان إيجابيا، حيث شهدت هذه السنة التي يحلو للبعض تسميتها بعام “كورونا”، عدة إنجازات رغم الوضع الوبائي الذي هيمن على جلها.
وبداية من المغرب، فقد شهدت هذه السنة أولى خطوات ترسيم ترسيم الحدود البحرية، حيث صادق البرلمان نهاية شهر يناير، على مشروعيْ قانونين يحددان الحدود البحرية للمملكة. وحمل القانون تعديلات جذرية على التشريعات المغربية المتعلقة بالمجالات البحرية الخاضعة لسيادة المغرب، أهمها إدخال المياه المقابلة لسواحل الصحراء المغربية ضمن المنظومة القانونية المغربية.
فيما عرف شهر مارس تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا” المستجد، في المغرب، وهي لمواطن مغربي يقيم في إيطاليا، تلا ذلك عدد من القرارات الاحترازية لمواجهة تفشي حيث قرر المغرب إغلاق حدوده مع عدد من الدول، قبل أن يعلن حالة الطوارئ الصحية تقييد الحركة داخل البلاد لمواجهة انتشار الفيروس.
وشهدت هذه السنة كذلك توتر العلاقات المغربية الإماراتية ففي شهر مارس، انتقل التوتر بين المغرب والإمارات من السرية إلى العلن، حيث سحبت الرباط سفيرها في أبو ظبي محمد آيت وعلي، الذي ظل في منصبه لأكثر من 9 سنوات، كما تم استدعاء القنصليْن المغربيين في دبي وأبو ظبي، كما قام المغرب بإفراغ سفارته في أبو ظبي من جميع المستشارين والقائم بالأعمال، مما قلل من تمثيلها الدبلوماسي بشكل كبير واكتفت بموظفين يسهلون الإجراءات الإدارية للمواطنين المغاربة.
وعرفت هذه السنة أيضا ما سمّي بقانون تكميم الأفواه، الذي تمت المصادقة عليه في المجلس الحكومي، وهو مشروع قانون 22.20 المتعلق باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، والذي خلق جدلا كبير، حيث وصفه المغاربة بقانون “الكمامة”، وعبر العديد من النشطاء والجمعيات الحقوقية والأحزاب عن رفضه، ما دفع بالحكومة إلى سحبه.
وتميزت سنة 2020 بدبلوماسية مغربية نشطة على الصعيد الإقليمي والدولي، فبداية من شهر يوليوز، قام المغرب برعاية الحوار الليبي، حيث استقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ورئيس البرلمان المنعقد في طبرق عقيلة صالح، فضلا عن ممثلين لمختلف الأطراف الليبية المتنازعة، وتواصل الحوار بالخروج باتفاق الصخيرات الذي لقي ترحيبا دوليا.
وعرفت السنة كذلك تطورات كبيرة على مستوى قضية الصحراء المغربية، فبعد أن عمدت عناصر محسوبة على جبهة البوليساريو، على غلق معبر الكركرات، والذي دام زهاء ثلاثة أسابيع، قرر النغرب تحرير المعبر النشيط، في 13 نونبر، حيث قامت القوات المسلحة المغربية بتنفيذ عملية غير هجومية، لوضع حزام أمني لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر المعبر، على إثر عرقلة ما وصفتها بمليشيات جبهة البوليساريو للمحور الرابط بين المغرب وموريتانيا.
فيما شهدت نهاية السنة، انفراجا على مستوى العلاقات المغربية الاماراتية، حيث فتحت أبو ظبي قنصلية عامة لها بمدينة العيون، في خطوة غير مسبوقة علىال مستوى الدول العربي.
وعرفت السنة في نفس السياق تتالي فتح القنصليات الأجنبية في مدن الصحراء المغربية، وذلك “تتويجًا لجهود المغرب الدبلوماسية للدفاع عن وحدته الترابية، وتأكيدًا على سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية”، وفق ماىصرح به وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وجاء ختام السنة على المستوى المغربي، باعتراف دونالد ترامب بسيادة المغرب على صحرائه،في الـ 10 من شهر دجنبر، حيث قال إن “المغرب اعترف بالولايات المتحدة عام 1777، ومن المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء الغربية”، كما قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية في مدينة الداخلة تقوم بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية.
وشهدت كذلك نهاية السنة قرار المغرب اعادة الاتصالات مع إسرائيل، التي قطعت سنة 2000، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقة المغرب والإسرائيلي على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما.
أما على المستوى الدولي، فقدوصفت هذه السنة الأسوء منذ عقود، حيث شهدت أحداث سيئة متعددة بدأت مع بداية العام، إذ اجتاحت حرائق الغابات أستراليا، بمشاهد وكأنها نهاية العالم، حارقة 73 ألف ميل مربع، ما يساوي حجم داكوتا الجنوبية تقريباً، كما قتلت الحرائق ما يقدر بمليار حيوان. فُقدت أرواح وتدمرت آلاف المنازل.
وقتل في بداية هذه السنة، الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة، تحديدا في 3 يناير، ما أدى إلى توتر مرعب لأيام بين الولايات المتحدة وإيران. وتهديدات بالحرب ورد إيران انتقامي بهجمات على قواعد عراقية تحتضن جنوداً أمريكيين.
وبعد ساعات من شن إيران لهجومها بصاروخين باليستيين على قاعدتين عسكريتين لأمريكا في العراق، أُسقطت طائرة ركاب أوكرانية في إيران، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ176.
هذه هي الفترة التي ظهر فيها فيروس غريب بالصين، انتشر عقب ذلك بشكل كبير، على مستوى عدد من الدول، ما دفع بالعالم باتخاذ قرارات غير مسبوقة، بدأت بإغلاق الحدود وبتشديد عدد من إجراءات واتخاذ أخرى قاسية، أثرت على الاقتصادات العالمية وعلى المجتمعات، وخلقت أزمة غير مسبوقة منذ الكساد الكبير سنة 1929، وغيرت من نظرتنا للعديد من الاشياء.
وبدأ ذلك في أواخر دجنبر من سنة 2019 ، بعث الدكتور وون لي يانغ رسالة قال فيها إن نتائج فحص من مريض تم عزله في المستشفى الذي يعمل فيه أظهرت أنه مصاب بفيروس كورونا. لكن بعد ساعات من الرسالة، تعقب مسؤولو ووهان لي، واستجوبوه عن مصدر معلوماته. دفع لي حياته ثمناً لشجاعته، كما كان حال الآلاف من خبراء الصحة في الجبهات الأمامية حول العالم.
وفي 11 مارس، أعلنت منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية، وغير هذا القرار ملامح الحياة التي نعرفها حيث عرفت دول العالم إغلاقات للحدود وشلت حركة التنقل الدولي للأفراد، بينما اتخذت إجراءات صارمة للتنقل على المستوى المحلي للبلدان، وفرضت الكمامات الواقية كإجراء احترازي ضروري خلق جدلا في البداية حول مدى نجاعته، غير أنه صار أمرا واقعا حينها وأصبحت مشهداً معتاداً، والتباعد الاجتماعي أصبح نمط حياة.
وفي بداية غشت، هز انفجار ضخم لبنان، تسبب به انفجار آلاف الأطنان من نترات الأمونيا، ما قتل أكثر من 170 شخصاً وأصاب أكثر من 6 آلاف غيرهم.
عادت حركة التنقل تدريجيا في في شهر يوليوز، حيث خففت أغلب أوروبا القيود استعدادا للصيف، كما قرر المغرب تخفيف القيود تدريجيا على المستوى المحلي والدولي، لكن شكلت عودة الفيروس بقوة هاجسا حينها، وهو ما دفع بعدد من الدول تشديد الإجراءات الاحترازية، وتمديد العمل بحالة الطوارئ الصحية في الخريف والشتاء، كما ظهرت سلالة جديدة لفيروس كورونا
وبلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم 73 مليون إصابة في دجنبر. من بينها 16.5 مليون حالة في الولايات المتحدة وحدها، وأكثر من مليون حالة وفاة حول العالم.
مندوبية الحليمي ترصد تحسنا في مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الثاني من سنة 2024
أظهرت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، المنجز من طرف المندوبية السامية للتخطيط، أ…