انشغل الرأي العام اللبناني، بدلية هذا الأسبوع، بجريمة مروّعة ذهب ضحيتها المواطن جوزيف بجاني بواسطة مسدس كاتم للصوت، من قبل مسلّحين مجهولين أمام منزله في منطقة الكحالة في قضاء عالية في جبل لبنان، بينما كان يهم بنقل أولاده إلى المدرسة.

ومنذ أن وقعت الجريمة، ترددت معلومات عن أن المغدور الذي يعمل موظفاً في شركة اتصالات، وهو يعمل راهناً في مجال التصوير Freelance، شاهد عبر عدسة كاميرته على ما حصل في الرابع من غشت في بيروت يوم انفجار المرفأ، إذ التقط صوراً ربما تُساهم في كشف خيوط كارثة المرفأ، فتمّت تصفيته جسدياً.

قتل المواطن اللبناني جو بجاني بإطلاق النار عليه من سلاح مزود بكاتم للصوت داخل سيارته المركونة أمام منزله في بلدة الكحالة الجبلية، فيما كان يستعد لتوصيل طفلتيه إلى المدرسة.

ولم يظهر حتى الآن دافع واضح لقتل بجاني (36 عاما) الذي كان يعمل موظفا بشركة للاتصالات ومصورا حرا غير أن هذا لم يمنع وسائل الإعلام المحلية من أن يتساءلوا عما إذا كان الحادث مرتبطا بتحقيق لا يزال مستمرا في التفجير المدمر الذي وقع بمرفأ بيروت في غشت المنصرم.

وأشارت مصادر أمنية إلى أن الجريمة نفذت بطريقة احترافية، فيما دوافعها لا تزال مجهولة.

وقال جان بجاني رئيس بلدية الكحالة، إن لا أحد من أصدقاء جو أو أفراد أسرته كان يعلم بأي تهديدات أو أعداء له، ولم يذكر أي شيء قد يربطه بالانفجار.

وغذى عدد من الجرائم الغامضة في الآونة الأخيرة شائعات مماثلة عن صلات بانفجار المرفأ، رغم أن المسؤولين الأمنيين يقولون إنه لا دليل لديهم على ذلك.

التصفية بسبب صور عن المرفأ

وحسب موقع قناة “العربية” ما يحيل على فرضية التصفية بسبب صور عن انفجار مرفأ بيروت ما كشفته معلومات مستقاة من مصادر عدة من بلدته الكحالة تحدّثوا لـ”العربية.نت”، أجمعت على أن المغدور بجاني كان من بين أول المصوّرين الذين وصلوا إلى المرفأ بعد الانفجار مباشرة، حيث اخذ صوراً عدة لمسرح الجريمة قد تكون “حصرية”، وتحتوي على “خيوط” قد تقود إلى كشف ملابسات مأساة 4 غشت”. وأكدت المصادر “أن الجناة وبعد تنفيذ الجريمة أخذوا هاتفه وكاميرته”.

وأجمعت المصادر على “أن لا أعداء للمغدور ما يُبعد فرضية القتل لدوافع شخصية. فهو شخص محبوب وتربطه علاقات طيّبة بمعظم أهالي بلدته”.

حرفية عالية بتنفيذ الجريمة

ولعل ما يفتح باب التساؤلات حول خلفيات الجريمة، الحرفية العالية التي تمّت بها، حيث ظهر في فيديو كاميرا مراقبة أن شخصين سارعا إلى مباغتة المغدور داخل سيارته بعدما كان يستعدّ لنقل بناته إلى المدرسة، وأطلقوا عليه ثلاث رصاصات من مسدس كاتم للصوت، قبل أن يفرّا بكل “برودة أعصاب” إلى طريق فرعي في البلدة بعد أن أنجزا المهمة، حيث استقلا درّاجة نارية بعدما كان يتواجد في محيط مكان الجريمة قرابة العشرة أشخاص يتولّون عملية المراقبة كما أفادت المعلومات.

لا يعمل عند الجيش

وفي حين، نفت مصادر عسكرية لـ”العربية.نت” المعلومات التي أشارت إلى أن المغدور كان وثّق أدلة مع محققين أميركيين وفرنسيين حول انفجار بيروت”، أكدت “أن المغدور لا يعمل لدى قيادة الجيش، وربما كان إلى جانب مصوّرين آخرين توجّهوا إلى منطقة المرفأ عقب الانفجار من أجل التقاط صور، وكانت الفوضى تعمّ المكان، لكن مع وصول الجيش الذي ضرب طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار، طُلب من كل الأشخاص المتواجدين في المكان المغادرة حرصاً على أمنهم”.

التحقيقات مستمرة

وحرصت المصادر العسكرية على التأكيد على “أن التحقيقات بالجريمة متواصلة حتى كشف الجناة”.

الهجرة إلى كندا

وكان جوزف بجاني (36 عاماً) الأب لطفلتين يستعدّ بحسب روايات أهالي بلدته للهجرة إلى كندا، بعد حصوله منذ أيام على التأشيرات المناسبة. وأكدت أرملته في مداخلة تلفزيونية أنها مصممة على الرحيل بعد الجريمة التي استهدفت زوجها.

جرائم متنقّلة

ومنذ كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 غشت الماضي، تزايد أعداد الجرائم “المشبوهة” التي يبدو أنها على صلة بكارثة المرفأ. حيث عُثر في 2 دجنبر الجاري على العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي الذي تولّى مسؤولية مكافحة التهريب في الجمارك، جثة في منزله الجبلي بعدما تعرّض لضربات على رأسه.

وسبقه في مارس 2017، زميله العقيد جوزف سكاف، المسؤول السابق في الجمارك الذي كان أوّل من حذّر من وجود نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.

وتوفي أيضاً بظروف غامضة، حيث ورد تقريران متناقضان لطبيبين شرعيين، أحدهما أشار إلى أن الوفاة طبيعية، أما الثاني فأكد أن هناك من يقف خلف مقتل العقيد، خصوصاً بعد وجود كدمات برأسه.

مقتل قبطان سفينة

ومن بين هذه الجرائم “الغامضة” بتوقيتها وعلاقتها بانفجار المرفأ، ما أشارت إليه مصادر مطّلعة لـ”العربية.نت” حول وفاة “مشبوهة” لسائق يخوت في ميناء جونيه التي تقع شمال بيروت في محافظة جبل لبنان، وذلك قبل يوم واحد من مقتل جوزف بجاني.

وبحسب المصادر، فإن شخصاً يُدعى (إ.ص) البالغ من العمر 36 عاماً توفي بحادث “مشبوه” لا يختلف بطبيعته عن جريمة قتل العقيد أبو رجيلي”.

ولفتت المصادر إلى “أن القبطان (إ.ص) كان يقود يوم 4 غشت يختاً كان يرسو في عرض البحر على مقربة من مرفأ بيروت، وربما كان يملك معطيات حول ما حصل هناك في تلك اللحظة”.

 

 

التعليقات على جريمة قتل غامضة لمصور لبناني يحمل سرا خطيرا حول انفجار بيروت.. وكاميرا مراقبة تفضح التفاصيل مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

مندوبية الحليمي ترصد تحسنا في مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الثاني من سنة 2024

أظهرت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، المنجز من طرف المندوبية السامية للتخطيط، أ…