عمّقت جائحة “كورونا” من الأزمة التي كانت تعيشها مجموعة من المهن المرتبطة بالصناعة التقليدية، ومن بينها مهنة “النحاسين”، مما جعل هؤلاء الحرفيين يتكتلون في تنسيقية وطنية خاصة بالحرفيين “نحايسية” تجمع بين كل من حرفيي مدينة فاس وحرفيي مدينة مراكش، للمطالبة بـ”حقوقهم” والوقوف في وجه ألة “الليزر الصينية” التي غزت الأسواق وحلّت مكان العمل اليدوي.

وقالت التنسيقية في بيانها التأسيسي، توصل “الأول” بنسخة منه أنه “بعد تخفيف الحجر ورغبة “نحايسية” استئناف عملهم كباقي العمال بالمغرب لم يجدوا إلا العطالة في انتظارهم، لأن ملاكي آلة الليزر المشؤومة رؤوس الأموال الأدوات التجويعية الذين لا يفقهون سوى منطق الربح السريع وتكديس الثروة على حساب تشريد وبؤس الآخرين، اكتسحوا بمساعدة الوباء للحد الذي أسعفهم من السيطرة المطلقة على الحرفة والتهام ما تبقى من فرص الشغل قبل الجائحة، بصورة خطيرة تدعو للاستنفار والقلق على مصير الآلاف من اليد العاملة، وعلى مصير جزء مهم من ثراث الشعب المغربي وهويته الثقافية، في صمت مطبق وغير مبرر إما تواطؤا أو نتيجة اللامسؤولية من طرف كل المسؤولين والمنتخبين ممن تربطهم علاقة بالقطاع والحرفة، إذ ظلت إجابات اللامبالاة والآذان الصماء هي المحدد، مما أبان عن انعدام الإحساس بالمسؤوليتن الاجتماعية والتاريخية اتجاه الحرفيين… مما يقر بالملموس على أن أوضاع “نحايسية” ومعاناتهم في واد، والمسؤولين في واد آخر وكأن هؤلاء جيء بهم من كوكب آخر خارج مجرة حضينة الصناع التقليديين ووسطهم”.

وتابع البيان، “ومن هذا الباب وعلاقة بالجائحتين “كورونا_والآلة” اضطر الصناع التقليديون “نحايسية” بكل من مدينة فاس ومراكش إلى التنسيق للبث في إمكانية توحيد الصوت بعد قراءات واقعية متأنية بشأن مصيرهم المجهول لمواجهة احتكار الرأسماليين أرباب آلة الليزر العمل وتدمير وتخريب الثراث، من خلال عقد اجتماعات متفرقة بين حرفيي فاس ومراكش أخذت في حسبانها حساسية المرحلة وتدابير الحجر، تضمنت نقاشات رصينة ومسؤولة تتدارس أوضاعهم المزرية غير المسبوقة والبحث عن طرق معالجتها”.

وأوضح البيان أنه تم “تأسيس تنسيقية وطنية خاصة بالحرفيين “نحايسية” تجمع بين كل من حرفيي مدينة فاس وحرفيي مدينة مراكش، كحجر أساس للتنسيقية إلى حين التحاق باقي المدن من أجل الدفاع عن حقهم المشروع في التغذية والعيش الكريم، ولمواجهة غطرسة أرباب الآلة المشؤومة وسطوتهم على مفاصل الحرفة واختطافها من آلاف الصناع بمسميات وذرائع واهية كالتطور التكنولوجي والحداثة والتقدم”.

وأكدت التنسيقية، “إيمان التنسيقية بالتطور التكنولوجي وأهميته في تقدم حياة الإنسان المعاصر لكن ليس على حساب تجويع وتشريد الآلاف من الحرفيين البسطاء لصالح احتكار شرذمة من الرأسماليين للعمل والخبز”.

وطالبت التنسيقية بـ”ضرورة إبعاد آلة الليزر عن الحرفة كمطلب مركزي لا تنازل عنه لإنقاذ “نحايسية” من التشرد والبطالة ولإنقاذ ثراث البلاد من التدمير والتخريب. وكذلك تقديم دعم مالي للصناع “نحايسية” كتعويض عن فترة الحجر الصحي والتخفيف من انعكاساته القاسية عليهم”.

كما طالبت التنسيقية “وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي أن تكون طرفا وشريكا أساسيا في هيكلة القطاع وكل مايتعلق بحرفة النحاسيات”.

كما حملت التنسيقية كل “الجهات المسؤولة مسؤولية ضياع الحرفيين “نحايسية” وتشريد أسرهم بداية من الحكومة إلى مديريات ومندوبيات كل من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ووزراة التشغيل والإدماج المهني، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، إلى غرف الصناعة التقليدية بكل من مدينة فاس ومراكش”.

وعبّرت التنسيقية عن استعدادها لـ”مواجهة جشع واحتكار ملاكي الآلة الرأسماليين الذين يكدسون ثرواتهم على حساب بؤس وتشريد الآلاف من “نحايسية” البسطاء والتضحية بالنفس والنفيس في سبيل استرجاع قوتهم اليومي وتحصين هذا الثراث من التخريب والتدمير”.

 

التعليقات على بسبب “كورونا” و”الليزر الصيني”.. “النحايسية” في فاس ومراكش يؤسسون تنسيقية للدفاع عن حقوقهم مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

المنتخب المغربي للفوتسال ينهزم وديا أمام نظيره الفرنسي (1-3)

انهزم المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أمام نظيره الفرنسي (1-3)، في المباراة الودية …