يعيش الدخول المدرسي بمدينة الدار البيضاء، ارتباكا حقيقيا وسط ضبابية وعدم وضوح وغياب حلول لتجاوز الإشكاليات المطروحة بعد القرار الوزاري القاضي باعتماد التعليم عن بعد بسبب الوضعية الوبائية للمدينة.
وفي هذا الصدد، رفع عدد من أساتذة التعليم بعدد من المؤسسات التعليمية بمدينة الدار البيضاء، شعار “السلامة الصحية أولوية قصوى في النموذج التربوي للتعليم عن بعد بالمؤسسات التعليمية الموبوءة بشكل قبلي قبل قرار الإغلاق العام بتراب عمالة الدارالبيضاء”، مطالبين بتوفير شروط العمل خصوصا القاعات المتعددة الوسائط أو الحقائب الرقمية المجهزة بحواسيب مهنية أو شبكة الانترنيت.
وتساءل عدد من الأطر التعليمية على خلفية البلاغ الإخباري ليوم الأحد 6 شتنبر 2020، للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدار البيضاء، حول حضور هيئة التدريس إلى الحجر الدراسية بشكل فردي دون تلاميذ بمؤسسة تعليمية تتواجد بحي موبوء، من أجل القيام بالتعليم عن بعد بالهاتف الذكي وبالأنتريت الشخصي لمدة محدودة يوميا، طبقا للملحق 4 للمذكرة الوزارية 039×20”.
وأكد أحد الأطر التعليمية أن بعض المؤسسات لا تتوفر على قاعة متعددة الوسائط أو حقائب رقمية، كالمؤسسات التعليمية بأحياء المدينة القديمة الخمسة ( فاطمة الفهرية/ عمر ابن عبد العزيز / ابن الرومي / عبد الواحد المراكشي / رحال الفاروقي)، حيث أنها غير مجهزة بقاعات متعددة الوسائط أو حواسيب مهنية أو شبكة أنترنيت قوية للقيام بالتعليم عن بعد من داخلها في الظروف العادية “فما بالك في الظروف الوبائية”.
وحاول موقع “الأول” التواصل مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء، وذلك للوقوف على الإجراءات المتخذة وإيصال تخوفات نساء ورجال التعليم، غير أن هاتف مدير الأكاديمية ظل يرن بدون جواب.
من جهته، شدد عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على أن الهاجس الكبير في هذه المرحلة، هو سلامة رجال ونساء التعليم والأطفال والمجتمع.
وقال عبد الغني الراقي في اتصال هاتفي مع “الأول”، أن هناك تخوف من أن تتحول المؤسسات التعليمية إلى بؤر وبائية، في ظل انتشار فيروس “كورونا”.
وفي وصفه للوضع الحالي، قال الراقي أن هناك “نقص فظيع في الإمكانيات المتوفرة”، مضيفا أنه يتوجب على نساء ورجال التعليم ممارسة عملهم من عين المكان، وهو الشيء الذي يثير مخاوف من عدم توفر شروط السلامة الصحية ببعض المؤسسات.
وأضاف ذات المتحدث، “كنا نتوقع هذه الأشياء منذ إعلان الوزارة عن خطتها للدخول المدرسي، فالوزير يتكلم بعيدا عن الواقع”، مضيفا: “يمكن أن نغامر بأي شيء كالأجور مثلا وأشياء أخرى، لكن ليس بأرواح البشر”.
وبخصوص الخطوات التي تعتزم النقابة اتخاذها بهذا الخصوص، أكد الراقي أن المكتب الوطني للنقابة يتابع التطورات التي يشهدها الدخول المدرسي، مؤكدا أن التوجه العام هو التوقف عن العمل في المؤسسات التي لا تتوفر فيها شروط السلامة الصحية.
وكانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، قد أعلنت أن الموسم الدراسي 2020/2021 سينطلق يوم الاثنين 07 شتنبر 2020 بالنسبة لجميع التلميذات والتلاميذ.
وأعلنت الأكاديمية في بلاغها الذي صدر عشية يوم الأحد، عقب البلاغ الذي أعلنت فيه الحكومة عن إجراءات مشددة بمدينة الدار البيضاء، لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، اعتماد الدراسة عن بعد حصريا بمؤسسات التعليم العمومي والخصوصي بكل الأسلاك والمؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية ، وذلك في مجموع عمالات مقاطعات الدار البيضاء وهي : الدار البيضاء-أنفا، الفداء مرس السلطان، الحي الحسني، عين الشق، الحي المحمدي عين السبع، ابن امسيك، مولاي رشيد، سيدي البرنوصي.
واستنادا إلى هذا القرار، تضيف الأكاديمية أنه يتوجب على جميع الأطر الإدارية والتربوية التابعة لهذه الأكاديمية أن تلتحق بمقرات عملها في الموعد المحدد من أجل اتخاذ الإجراءات والترتيبات الضرورية حتى يتم انطلاق الموسم الدراسي في أحسن الظروف صيانة لمصلحة ومستقبل المتمدرسات و المتمدرسين ، وذلك ضمانا للتحصيل الدراسي لبناتنا وأبنائنا سواء تعلق الأمر بالتعليم عن بعد أو الحضوري.
نادية العلوي: الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات والتشكيك في منهجية الحوار الاجتماعي هو هدر للزمن السياسي
أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، على أن الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات م…