قال المحامي محمد البكير، “سمعنا كما سمع المغاربة أن قرارات إدارية جديدة تسير في اتجاه التضييق على ارتياد الشواطئ، فسقت أهلي إلى شاطئ منسمان بالمحمدية لنغنم بعض الاستجمام قبل الإقفال. وصلنا حوالي الساعة الثانية، و شرعت البنات تلاعبن الرمال الدافئة و تداعبن بعض الحجارة المصقولة. و بعد حوالي 30 دقيقة، صم آذاننا زعيق صافرات المنقذين، فظننا لأول وهلة أن الأمر يتعلق بتنبيه الناس إلى تغير التيارات المائية، و مضيت أحاضر الفتيات عن أسباب حركات المد و الجزر”.
وأضاف المحامي في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بفيسبوك، قائلا، “و ما لبثنا إلا هنيهة حتى رأينا فارسا.. بلباس القوات المساعدة.. يصول بين المصطافين دون اكتراث باحتمال إصابة أحد الأطفال المتناثرين حوله، و يصرخ بكلمات غير مفهومة. و رأيت.. أشخاصا بلباس مدني، لا يحملون شارات و لا بطاقات هوية، ولا أي علامة تفيد في التعرف على صفاتهم، يحمل أحدهم مكبر صوت مرتبطا بمسماع هاتف خلوي يكرر عبارات حول إخلاء الشاطئ. اقتربت من أحد المنقذين و استفسرته عن سبب هذه الضجة فأخبرني أن السلطة المحلية قد اتخذت قرارا بإغلاق شواطئ المحمدية على الساعة الثالثة. فما كان مني إلا أن عبرت عن استيائي و استغرابي من طريقة تنزيل قرارات كهذه على حين غرة، من دون تمهيد للأمر عبر التواصل مع المصطافين، خاصة أن شاطئ منسمان صغير المساحة و يتوفر على لوحات للإعلانات، و أن رجال السلطة و الأمن و أعوانهم متوفرون به بعدد كاف ليتم إخبار الناس في وقت مناسب. بدا أن كلامي لم يعجب بعض أفراد المجموعة المدنية غير محددة الهوية التي ترافق مكبر الصوت”.
واسترسل المحامي قائلا في تدوينته، “و أخرج أحدهم هاتفا محمولا و طفق يصور الناس يمنة و يسرة. رفعت امرأة كانت بصدد مغادرة الماء صوتها محتجة على تصويره إياها و هي بلباس السباحة، فتلقفها رفيق له معجب بضخامة جسمه و وجه إليها كلمات مهينة، و كان مما علق بذهني من كلامه الساقط :”راه تيصور أمة ديال بنادم، غير نتي لي مواطنة، راه رجل سلطة كيدير خدمتو و سيري تقراي القانون”. فاحتججت عليه قائلا، إنها على حق و إن القانون لا يسمح بمثل هذا التسجيل و إني على دراية بذلك بحكم كوني محاميا و أستاذا للقانون. فإذا به يهيج هيجانا، و يشرع في توجيه كلام ناب إلي مباشرة، و يهددني بالاعتقال (!!!)، و مضى يصرخ ليسمعه رفاقه الذين هبوا لمؤازرته و طفقوا يتقاذفونني بينهم ككرة تنس تائهة، قبل أن يتقدم شخص غريب الهيأة يضع لباسا نظاميا أخضر، و يلصق صدره بصدري و يشرع في الصراخ بكلام وسخ قذر و لعابه يتطاير على وجهي، و قال لي من ضمن ما قال: ”بغيتي تعبر سير عليا من هنا و عبر، و يلا كنتي محامي سير تق.. آه سير تق..”، و دفعني بعنف شديد، و مضى يرغي و يزبد كأنما داس ذبابة أو هش على بعوضة، غير آبه بأثر سبه و شتمه علي و على أسرتي و بناتي الصغيرات اللواتي لبسهن الخوف علي، و ظللن يرددن :”بابا واش بغاو يديوك للحبس؟ وا نتا ما درتي والو!!”..