استئناف جولات الحوار الاجتماعي على وقع خلاف بين أمكراز والنقابات

انطلق شوط آخر من جولات الحوار الاجتماعي في ظل جائحة “كورونا”، على وقع خلاف حول المنهجية التي اقترحها أمكراز محمد، وزير الشغل والإدماج المهني، في الاجتماع الذي انعقد عشية أمس الأربعاء، والذي حضرته النقابات الأكثر تمثيلية بالإضافة إلى ممثلي الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وكشفت مصادر جد مطلعة لـ”الأول”، أن النقابات الحاضرة في الاجتماع، اعترضت على مقترح وزير الشغل، الذي طرح اعتماد منهجية تنبني على تقديم عرض الوزارة في اللقاء الأول على أساس أن اللقاء الثاني سيشهد عرض الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ثم تقدم النقابات عرضها في الاجتماع الثالث.

واعتبرت النقابات الحاضرة خلال الاجتماع، حسب ذات المصدر، أن هذه المنهجية لن تكون مجدية، ويجب اعتبار أن هذا الحوار يأتي في ظرف استثنائي تشهده البلاد، في ظل انتشار فيروس كورونا، وما رافقه من إجراءات وقائية حدّت من الحركية الاقتصادية وتسببت في توقف العمل وما نتج عنه من وضعية اجتماعية صعبة يعيشها العمال.

وطالب بعض ممثلي النقابات الأكثر تمثيلية، بضرورة تشكيل لجنة لليقظة الاجتماعية، على غرار لجنة اليقظة الاقتصادية، التي ستعمل على مراقبة الوضعية الاجتماعية للعمال المتوقفين عن العمل، وستوفر الحماية الاجتماعية للأجير المغربي في ظل ظهور كوارث من قبيل جائحة “كورونا”.

وطرحت النقابات الأكثر تمثيلية عدة نقاط لها “أهمية قصوى”، من بينها السلامة الصحية للعاملات والعمال، وسبل حمايتهم، خصوصا مع ظهور عدد من البؤر الصناعية في مجموعة من المدن، كما تم الشديد على ضرورة وضع تصور لعودة الحياة الاقتصادية ورجوع العمال لمناصب عملهم بعد توقف العديد منهم لفترة دامت زهاء ثلاثة أشهر.

ومن جهته، أكد وزير الشغل والإدماج المهني محمد أمكراز  أن نهج الحوار الاجتماعي هو خيار استراتيجي، ويشكل إحدى آليات تكريس الخيار الديمقراطي بالمملكة باعتباره من ثوابت الأمة الجامعة.

وتحدث أمكراز في افتتاح الجولة الأولى للحوار الاجتماعي الثلاثي والتي خصصت لبحث تدابير تخفيف إجراءات الطوارئ الصحية واستئناف النشاط الاقتصادي، حيث شدد على الظرفية الاستثنائية لهذا الحوار المنعقد في سياق “تطبعه الإرادة الجماعية” من أجل مواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتفشي جائحة كورونا.

وأكد أمكراز في حديثه أنه سيعمل على إبلاغ سعد الدين العثماني برفض النقابات للآلية المعتمدة، وبخلاصات هذه الجولة من الحوار الاجتماعي.