لم تختلف المشاهد التي تنقلها عدسات وسائل الإعلام الدولية للاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، عن تلك التي عرفتها دول أخرى أقل ديمقراطية أوغير ديمقراطية، حيث أن السلطات في أمريكا “الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”، فرضت حالة الطوارئ وحظر التجوال محاولةً احتواء غضب الأمريكين المحتجين عقب مقتل أحد الشبان “السود” على يد عناصر الشرطة.
كما أن شرطة مكافحة الشغب الأمريكية تعاملت بعنف مع المتظاهرين، وهو ما جعل أعمال عنف خطيرة تندلع في عدد من الولايات، مما جعل أكبر قوة في العالم اقتصادية وعسكرية وسياسية، تعيش واحدة من أسوء أزماتها الاحتجاجية.
وحسب الإعلام الأمريكي والدولي، فقد تجددت الاحتجاجات في العديد من الولايات والمدن الأمريكية، بل إنها في واشنطن أصبحت على مقربة من البيت الأبيض، حيث انتشرت أعمال العنف في محيط مقر السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل السلطات تنشر الألاف من جنود الحرس الوطني الأمريكي، محاولة منع المحتجين على الاقتراب أكثر من البيت الأبيض.
وشهدت مدن أميركية حظرا للتجول، من بينها لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا، في حين نشر الحرس الوطني الأميركي خمسة آلاف عنصر من قواته ومن القوات الجوية في 15 ولاية، إضافة إلى العاصمة واشنطن.
من جهته واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هوايته المفضلة في التغريد على تويتر، حيث نشر تغريدة اتهم فيها حركة “أنتيفا” اليسارية المناهضة للفاشية بالوقوف خلف الاحتجاجات، مؤكداً أنه سيصنفها “منظمة إرهابية”، هذه الحركة التي تنشط في مختلف الولايات الأمريكية، والتي ينسق أعضاءها تحركاتهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهي حركة نشأت في أوروبا، وبالضبط في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي نفس السياق، أفاد وزير العدل الأميركي وليام بار بأن العنف الذي حرضت عليه وقامت به جماعة “أنتيفا” وجماعات أخرى مماثلة يعد “إرهابا داخليا، وسيتم التعامل معه بناء على هذا الأساس”.
وقال بار إن: “العناصر الراديكالية العنيفة اختطفت أصوات الاحتجاجات السلمية المشروعة”، وإن “مجموعات من المتطرفين والمحرضين الخارجيين تستغل الوضع للعمل على أجندتها المنفصلة والعنيفة والمتطرفة”.
ويرى المتتبعون أن عددا كبير من الأمريكيين سواء كانت هناك حركة “أنتيفا” أو لم تكن، كانوا مستعدين للخروج للاحتجاج بسبب سوء إدارة الرئيس الأمريكي المعروف بنزعته اليمينية خلال أزمة جائحة فيروس “كورونا”، بالإضافة إلى ماتسبب فيه انتشار الفيديو الذي يوثق لمقتل الشاب الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد -الذي قتله أثناء اعتقاله ضابط الشرطة الأبيض ديريك شوفين-، وبالتالي فإن تغريدات ترام لا تساهم في تهدئة الأوضاع.
وحسب المتتبعين للأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية فإن الاحتججات في تزايد واضح مع اتساع رقعتها الجغرافية، كما أنها بدأت تزداد أكثر عنفاً مقارنة مع بدايتها.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …