تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات لعقد ندوات ولقاءات تشرف عليها أحزاب ونقابات وجمعيات من المجتمع المدني، حيث فرضت أزمة وباء “كورونا” تغييراً في عمل هذه التنظيمات مما جعلها تغزو المواقع الاجتماعية. فلا يمكن للمتتبع تجاهل الأعداد الكبيرة من إعلانات الندوات واللقاءات التي تستضيف، افتراضياً، شخصيات من مختلف المجالات، سواء زعماء وقيادات سياسية، أو علمية، أو نقابية، أو حقوقية، أو إعلامية.

ويتم استخدام منصات إلكترونية مخصصة لهذا الغرض، والتي تزايد الطلب عليها في ظل أزمة “كورونا”؛ هذه المنصات تنفع إمكانية الاجتماع عن بعد، بل وعقد الندوات بحيث تسمح بمشاركة أعداد كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى 100 شخص، كما أن هناك بعض منها مخصصة للورشات وتقديم العروض والوثائق، مع إمكانية البث المباشر على “فايسبوك”.

وفي حين تسجل الأسواق المالية تراجعا كبيرا، “ارتفع سعر سهم شركة “زووم” التي تعتبر من منصات الاجتماعات الافتراضية الاكثر تداولاً، بنسبة 40 بالمئة، في فبراير بفضل الطلب الكبير على تكنولوجيا العمل عن بعد.

والأكيد أن حالة الحجر المنزلي الذي تفرضه الطوارئ الصحية، تدفع التنظيمات الجمعوية والسياسية وغيرها، إلى البحث عن آليات تواصلية جديدة تجعلها قريبة من المواطنين.

ومن جهة أخرى، ليست الأحزاب والجمعيات والنقابات وحدها، من لجأت إلى هذه التقنية التكنولوجية بل إن الدولة ومؤسساتها استغلت هذه المنصات لاستمرار عملها، فاجتماعات مثل المجلس الحكومي واللجان البرلمانية والوزارية وغيرها، تستعمل منصات الاجتماعات الافتراضية.

وفي ذات السياق وزارة التربية الوطنية، كذلك وفرت عددا من المنصات للتعليم عن بعد، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن شأن هذا النزوح الجماعي إلى المنصات الإلكترونية، خصوصاً، والعالم الافتراضي عموماً، إذا ما أضفنا مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية الأخرى، أن يجعل المغاربة أكثر قرباً من هذه الوسائل وأكثر اعتماداً عليها في المستقبل.

وحسب مجموعة من المتتبعين، فإن هذه المنصات سيكون لها دور كبير في عملية التواصل حتى مابعد “كورونا”، كما أنه بالنظر إلى المؤشرات الحالية في العالم والتي تقول أن العودة إلى الحياة الطبيعية ستكون تدريجية وسيتطلب الأمر وقتاً كبيراً، فسيرتفع أكثر الطلب على هذه المنصات.

وبالرغم من الفوائد التي وفرتها المنصات الافتراضية، إلا أن العديد من الأصوات حذرت من “استباحة” المعطيات الشخصية الخاصة بمستعمليها، من خلال ولوج  أجهزتهم الألكترونية (حواسيب، هواتف ذكية)، ليصبحوا عرضةً للابتزاز والتجسس.

وكانت في هذا الصدد المديرية العامة لأمن المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني قدأصدرت نشرة أمنية خاصة، حذرت فيها من برنامج الاجتماعات الافتراضية “زوم”، مشيرة إلى وجود ثغرات بالبرنامج تؤدي إلى سرقة المعطيات الشخصية والحسابات والتحكم عن بعد في أجهزة المتصلين.

 

التعليقات على بسبب كورونا.. أحزاب ونقابات ومؤسسات للدولة في “نزوح جماعي” نحو العالم الافتراضي مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد مرور ثلاث أسابيع.. الغموض يلفّ القيادة الجديدة لحزب الاستقلال

بعد مرور ثلاثة أسابيع كاملةً على المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال وتجديد الثقة في نزار بركة أ…