أكد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايتها والأمين العام للحزب العمالي الاشتراكي أن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع مع حزب ( بوديموس ) الذي يمثل أقصى اليسار ” ضروري وأساسي ” لضمان تشكيل ” حكومة متماسكة ” ترتكز على الثقة والتضامن والالتزام .
وقال بيدرو سانشيز في خطاب وجهه إلى مناضلي ومؤيدي الحزب العمالي الاشتراكي للحصول على دعمهم أن هذا الاتفاق ” أصبح ممكنا عندما اقتنع الطرفان بشكل كامل .. ولدينا الآن كل الضمانات الضرورية ” مؤكدا أن هذا الاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه يوم الثلاثاء الماضي مع حزب ( بوديموس ) يفتح الطريق أمام تشكيل ” أول حكومة ائتلافية في التاريخ الحديث للديمقراطية الإسبانية ” .
وأوضح المرشح الاشتراكي لرئاسة الحكومة المقبلة أنه بالنسبة لحزب ( بوديموس ) ” فقد كان من الضروري أن يتم تمثيله في الحكومة بينما كان من الضروري بالنسبة للحزب العمالي الاشتراكي أن يضمن تشكيل حكومة متماسكة تقوم على الثقة والتضامن والالتزام خاصة فيما يتعلق بمعالجة القضايا الاقتصادية والترابية ” ودعا المناضلين الاشتراكيين إلى دعم هذا الاتفاق الضروري والأساسي الذي تم التوصل إليه بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت يوم 10 نونبر .
وحث بيدرو سانشيز مناضلي الحزب على التصويت لصالح الاتفاق خلال الاستشارة الداخلية للحزب المقرر عقدها في 23 نونبر مشددا على أن تشكيل حكومة ائتلافية يسارية هو ” الأمر الوحيد الذي بإمكانه وضع حد لمسلسل الانتخابات الذي تعيشه إسبانيا منذ مدة وبالتالي تجاوز حالة الانسداد والجمود السياسي الذي تعيشه البلاد منذ أربع سنوات .
وقال إن التحالف بين الحزبين اليساريين يقدم ” أملا تقدميا ” للمواطنين الذين يتتبعون بقلق صعود اليمين المتطرف الذي يروج ل ” رسائل الكراهية وعدم التسامح والتعصب ” ودعا الأحزاب السياسية الأخرى الممثلة في مجلس النواب ( الغرفة السفلى للبرلمان ) إلى تحمل المسؤولية والمساهمة بالتالي في إيجاد حل للجمود والمأزق السياسي الحالي .
وكان الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني قد فاز في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت يوم 10 نونبر بحصوله على نسبة 28 في المائة من الأصوات و 120 مقعدا في مجلس النواب لكن من دون أن يحصل على الأغلبية المطلقة ( 176 من أصل 350 مقعدا يتشكل منها مجلس النواب ) بينما حل حزب ( بوديموس ) الذي يمثل أقصى اليسار رابعا بحصوله على 84 ر 12 في المائة من الأصوات و35 مقعدا .
وعلى الحزبين اليساريين اللذين لهما 155 مقعدا أن يشكلا تحالفات مع الأحزاب السياسية الأخرى للوصول إلى الأغلبية المطلوبة في مجلس النواب لتشكيل الحكومة المقبلة .
وحسب وسائل الإعلام الإسبانية فإن الحزب الشعبي ( يمين ) الذي احتل المركز الثاني في هذا الاقتراع ب 88 مقعدا عبر عن استعداده لتمهيد الطريق لاتفاق برلماني مع الاشتراكيين إذا ما قاموا بإلغاء الاتفاق المبدئي الذي وقعوه مع حزب ( بوديموس ) .