لم يمض على تأسيس الجبهة الاجتماعية المغربية، والمكونة من نقابات وأحزاب اليسار وهيئات حقوقية وشبابية، أقل من أسبوع حتى انطلقت التصريحات المضادة بين قيادات داخل الجبهة وجماعة العدل والإحسان، هذه الأخيرة التي وصف، محمد بن مسعود، عضو الأمانة العامة لدائرتها السياسية، الجبهة بـ”الإقصائية”، نظراً لاستبعاد الجماعة منها.

واتهم محمد بن مسعود، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وكاتب عام قطاعها النقابي، بعض الأطراف المكونة للجبهة الاجتماعية بـ”المعروفة بمواقفها الإقصائية”.

كما واصل محمد بنمسعود هجومه على الجبهة في تصريح صحفي نشرته يومية “أخبار اليوم”، “لأجل ذلك يكون التجاوب مع مبادراتهم عادة محدودا وأثره متواضعا. ومثل هذه الأشكال التي تقصر الدعوة على أطراف دون أخرى لا تزعج المخزن، ولا تشكل ضغطا، بل يستثمرها المخزن لتكون نوعا من التنفيس العام للوضع المحتقن”.

كلام القيادي في الجماعة الإسلامية لم يمر مرور الكرام، حيث جاء رد منعم أوحتي القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أحد المكونات الرئيسية في الجبهة الاجتماعية التي تم الإعلان عنها مؤخراً.

وقال أوحتي في تدوينة نشرها على حسابه بـ”الفايسبوك”، “هالني حجم التمركز على الذات المفرط الذي شاب خطاب قيادي هذا التنظيم، وحجم التجريح الذي كاله لمكونات الجبهة الاجتماعية المغربية، ونبوءاته القدرية بالفشل المستقبلي لمبادرة الجبهة الاجتماعية، كأنه تمني مرضي، حيث اجتمعت النرجسية والتنجيم، في رسالة مبطنة، عنوانها: أنا وحدي نضوي لبلاد”.

وتابع أوحتي “عفوا سيدي الفاضل، ما هكذا يكون الحوار مع “الفضلاء الديمقراطيين”، وما هكذا توصف خيرة معارضة هاته البلاد شرفاء مناضلاتها ومناضليها، وما هكذا يجادل المختلفون بعضهم في أدبيات النقاش”.

وتسائل عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة موجهاً كلامه لبن مسعود، “هل اطلعت على مشاريع المقررات؟ هل اطلعت على بلاغ الجبهة؟ هل تعرف كيف يدبر القرار داخل الجبهة؟ هل…. ، لا أعتقد ذلك، لكن الأكيد أن تصريحاتكم ستغذي نفورا متراكما للتعامل مع “سيادتكم”، أنتم تحاكمون الذوات دون اطلاع على المضامين، وترسخون ما قد كان شكاً في إستحالة التعامل المشترك”.

وبخصوص ما جاء في تصريحات بن مسعود حول دور “الجبهة في التنفيس، قال أوحتي ” يستمر “الزعيم” إذن في وصف المبادرة بالمخزنية، وبتحقير مهامها وتلخيصها في التنفيس على الاحتقان، وكأنه نسي أو تناسى ان معتقلينا وجرحانا ومتابعة مناضلاتنا ومناضلينا، جاورها إبان حراك 20 فبراير، وتاريخ المخزن الدموي موشوم على أجسادنا، حتى قبل أن يظهر الحيوان المنوي لفكرة القومة”.

وأضاف أوحتي متحدثاً عما جاء في تصريح القيادي في جماعة العدل والاحسان، “يعتبر عملية تجميع القوى المناضلة النظيفة بالمغرب، مناورة التوائية، فقط لأن المبادرة لم تنبثق من تنظيمه الخيطي، ولم يتواجد في رحم ميلادها، فعن أي تكتل يتكلم ؟ وعن أي دعوات للوحدة يتكلم ؟ تصريحات لن تزيد إلا من نفور ما تبقى من عقول هادئة اتجاه أصحاب هاته الهرطقات”.

التعليقات على قيادي في العدل والإحسان يصف مبادرة الجبهة الاجتماعية بـ”الإقصائية” واليساري أوحتي يرد: “كلامك مجرد هرطقات” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

النيابة العامة تأمر بتعميق البحث مع عبد الله بوصوف وسعيد الفكاك والتهم خطيرة 

كشف مصدر مطلع لموقع “الأول”، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيض…