نشرت أمينة ماء العينين القيادية في حزب العدالة والتنمية، تدوينة على حسابها الخاص على فيسبوك تحت عنوان، “في المعارك الخطأ،لا منتصر ولا منهزم”.
جاء فيها، ” في قضية عبد العالي حامي الدين، هناك تجييش واضح في اتجاه تصوير الأمر وكأنه معركة دولة ضد شخص أو حزب.
وهناك دفع في اتجاه تصوير الأمر وكأنه استقواء وابتزاز للدولة التي يجب أن تدافع عن هيبتها وأن تعلن انتصارها بسحق أحد مواطنيها من مدخل القضاء.
وهناك بالمقابل من يدفع في اتجاه إذكاء الصراع وتوسيع رقعته وكأننا إزاء تقابل بين حزب برئيسه وقيادييه وأغلبهم أعضاء في الحكومة والبرلمان باعتبارها مؤسسات الدولة،وبين الدولة نفسها في وضع نشاز وغير مستقيم.
لا يتعلق الأمر بمعركة تفترض منتصرا ومنهزما، لذلك يجب التعامل مع قضية حامي الدين بمنطق يخرج الدولة منتصرة،لأن الدولة في النهاية تجسيد للإرادة العامة مؤسسات وأحزاب ومواطنين وحامي الدين واحد منهم،ما وجدت الدولة إلا لتضمن حقوقه كما حقوق باقي مواطنيها.
أتصور أن هذا الملف هو ورطة للوطن وصورته بعد 25 سنة قطعت فيها الدولة أشواطا كبيرة للتحرر من أغلال الماضي وأخطائه،والمخرج السليم هو أن يلعب القضاء الدور المطلوب منه في استقلالية وتجرد وحياد،بعدما صارت المعطيات القانونية بتفاصيلها واضحة للجميع.
حزب العدالة والتنمية لم يكن يوما ولن يكون في صراع مع الدولة،لأنه ببساطة جزء منها ومن مؤسساتها مادام اختار الانخراط الطوعي في العمل المؤسساتي وفي العملية الديمقراطية.كما أن عبد العالي حامي الدين ليس مجرما مارقا استطاع أن يخفي حقيقته طيلة 25 سنة،بل هو بشهادة خصومه قبل أصدقائه برلماني ومنتخب نزيه محب لوطنه ومناضل لأجل تقدمه في الداخل والخارج.
هي دعوة للكف عن التجييش وإذكاء نار التقاطب والصراع والاستهداف واختلاق معارك وهمية لاتوجد إلا في مخيلة من يتمنونها ويعملون على اختلاقها في الليل والنهار فيضعون هذا الوطن في ورطات لا يراد لها أن تنتهي”.