كشفت محاضر التحقيق التفصيلي مع القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، التي أجراها قاضي التحقيق بمحكمة الإستئناف في فاس، عن تفاصيل ما أدلى به الخمار الحديوي، الشاهد في قضية مقتل الطالب اليساري محمد أيت الجيد المعروف ببنعيسى، في مواجهة حامي الدين.
وكشف الشاهد الحديوي، والذي حسب روايته في المحاضر أنه خلال أحد أيام شهر رمضان، في فبراير 1993،” كان برفقة أيت الجيد ساعة تعرضهم للهجوم من قبل حوالي 25 طالبا ينتمون إلى فصيلي العدل والإحسان، والإصلاح والتجديد الإسلاميين، (كشف) أن حامي الدين كان من بين الطلبة الإسلاميين الذين اعتدوا عليه وعلى أيت الجيد واصفينهما ب”الكفار”، وهم يرددون” هاهما حصلو الكفار.. الله أكبر”، حيث إنقسموا إلى فريقين الأول يقوم بضرب الشاهد نفسه، والفريق الثاني انهال بالضرب على أيت الجيد”.
وأضاف الشاهد أنه “بمعية أيت الجيد خرجا من اجتماع للجنة الحوار مع عميد كلية العلوم بفاس، اسمه “الصاغي” وتوجها إلى محطة الطاكسيات، حيث استقلا سيارة أجرة، سائقها يدعى “أحمد مهيب”، باتجاه حي “ليراك”، وعند وصول سيارة الأجرة، التي كان يجلس فيها أيت الجيد بجانب السائق والشاهد خلفهما، إلى معمل “كوكاكولا” بالحي الصناعي سيدي ابراهيم، اعترض طريقها مجموعة من الطلبة حيث أرغموا السائق على التوقف بالقوة، وكانوا يحملون سلاسل حديدية وعصي وأسلحة بيضاء، وعمدوا إلى إخراج الطالبين اليساريين (الشاهد وأيت الجيد)، المنتميان لفصيل الطلبة القاعديين الديمقراطيين، من السيارة لينهالوا عليهما بالضرب”.
وتابع الخمار روايته، أن الفريق الذي تكلف بضربه تسبب له في جروح خطيرة، فيما كان أيت الجيد يتلقى الضربات المتوالية أمام أنظاره، وهو يقول “مشيت اخويا الخمار”، وبعد أن “أشبعوه ضربا بينما كان ملقاً على الأرض وضع حامي الدين رجله على عنق أيت الجيد ليقوم كل من عمر محب وعبد الواحد الكريول، والكادي توفيق بإسقاط صخرة كبيرة “طروطوار” طولها 80 سنتمتر على رأسه، ليفارق الحياة في المستشفى يوم فاتح مارس 1993″.
ماقاله الخمار نفاه جملة وتفصيلا حامي الدين مطالبا بالرجوع إلى تصريحات الشاهد إبان المحاكمة السابقة، ومقارنتها، موضحا أنه تعرف على الخمار في سجن عين قادوس بفاس سنة 1993، وهي نفس المعلومة التي أكدها الشاهد من كونه تعرف على اسم حامي الدين، في السجن، وهو مادفعه ليخبر مدير السجن أنه كان من بين المعتدين عليه وعلى المرحوم أيت الجيد.
ومن بين ما حكاه الشاهد الخمار رفيق أيت الجيد كذلك، أن “المعتدين ومن بينهم حامي الدين خيروهما مابين الموت رجما بالحجارة، أو بالذبح، كما أنه بعد الإعتداء عليهما، بينما كانا طريحين على الأرض عاد عمر محب وحامي الدين، وطلبا منه تأدية الشهادة..”.
وأشارت المحاضر إلى أن حامي الدين رفض الجواب على مجموعة من الأسئلة مصَراًّ على أن القضية قد سبق للقضاء أن قال كلمته فيها، وتم الحسم فيها، بغض النظر عن رأيه في الحكم الذي قضاه سجنا.
وكان قاضي التحقيق بمحكمة الإستئناف بفاس، قد قرر إحالة عبد العالي حامي الدين على المحاكمة بتهمة “المشاركة بالقتل العمد” في قضية مقتل الطالب اليساري محمد ايت الجيد بنعيسى.
عاجل.. الملك يترأس جلسة عمل خصصت لموضوع مراجعة مدونة الأسرة
ترأس الملك محمد السادس، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالدار البيضاء، جلسة عمل خصصت لموضوع م…