أفادت مصادر مطلعة من داخل المداولات التي دامت أكثر من خمس ساعات قبل المرور للتصويت على المرشحين لمنصب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يوم أمس الأحد بالقاعة المغطاة بالمركب الرياضي لمولاي عبد الله بالرباط، والتي انتهت بانتخاب سعد الدين العثماني أمينا عاما للحزب الإسلامي، أن المداخلة الأخيرة للعثماني هي التي استطاعت أن تقلب التوجه العام للهيئة الناخبة، بعد أن كان التيار المعارض له شبه مهيمن على القاعة.

وفي التفاصيل، أنه، وبعد الانتقادات القوية التي تم توجيهها للعثماني والموالين له، من قبيل الاستسلام للتحكم، حيث جاء في إحدى المداخلات، “.. إنكم تقتلوننا باستسلامكم للتحكم”، وبعد اتهام مداخلات أخرى للعثماني بعدم التشاور مع الأمانة العامة للحزب، أثناء اتخاذ قرارات إدخال الاتحاد الاشتراكي للمشاركة في الحكومة، “اضطر” العثماني إلى إخراج كل أوراقه ووضعها على الطاولة، حيث أخذ تدخلا، ولم يكتف بإلقاء كلمة شفوية فقط، بل جلب حاسوبه وقام ببث المعطيات عبر الشاشة العملاقة داخل قاعة الجلسة العامة، حيث نشر النتائج التي خلصت إليها لجنة الاستوزار، التي كانت قد أشرفت على اختيار وزراء الحزب، وقد أظهرت النتائج حصول قادة المعارضة ضد العثماني على نتائج هزيلة، وهو ما دفعهم إلى الصراخ داخل القاعة بعدم قانونية نشر تلك النتائج، حيث قالت أمينة ماء العينين، “اجتماع لجنة الاستوزار شأن داخلي ولا يجب نشره على العموم”، وهو نفس الاتجاه الذي ذهب إليه عبد العالي حامي الدين. لكن العثماني واجههما بقوة، بضرورة نشر كل شيء حتى يتعرف المؤتمرون على كل المعلومات قبل اتخاذ قرارهم بالتصويت لهذه الجهة أو تلك، وهو ما أيدته القاعة، حيث خاطب العثماني المؤتمرين، قائلا، “أليست هذه هي الأسماء التي اختارتها لجنة الاستوزار حسب النتائج التي حصل عليها كل شخص، هل غيرت فيها، هل جلبت شخصا من الخارج وفرضته على الحزب؟”.

أما بخصوص التفاوض من أجل تشكيل الحكومة، فقال العثماني، “ألم تتشكل لجنة من أجل تدبير المفاوضات الحكومية، كان بها كل من الرميد والداودي ويتيم، فهل استفردت بالتفاوض لوحدي، وألم تكن اللجنة تخبر الأمانة العامة بكل تفاصيل المفاوضات مع الاطراف الاخرى، أولا بأول، هل يمكن أن ينكر أحد ذلك، بما في ذلك، دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، لقد التقيت بالأستاذ عبد الإله بنكيران وأخبرته بالأمر، كما تم إخبار الأمانة العامة بالأمر ولم يكن سرّا، والجميع وافق على نتائج لجنة تدبير المفاوضات. فأين قتلناكم باستسلامنا. أليست كل هذه القرارات.. أنتم الذين اتخذتموها، ولم أقم سوى بتنفيذها”.

 

التعليقات على تفاصيل المداخلة الأخيرة للعثماني التي قلبت الموازين داخل مؤتمر “البيجيدي” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عبد الجبار الراشدي: نراهن على أن يخرج حزب الاستقلال من المؤتمر قويا ومتماسكا ليؤدي أدواره الدستورية