حقوق الإنسان بالمغرب، أين وصلت، وما الذي تحقق وما لم تقو الحكومة على تحقيقه؟ سلبيات وإيجابيات المنظومة الحقوقية ببلادنا”الأول”  حاول أن يتعرف على وجهات نظر حقوقيون وناشر صحفي.

عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، اعتبر أنه بغض النظر عن بعض الايجابيات الملحوظة التي تؤكد بأن منظومة حقوق الإنسان في المغرب تعرف تطورا محتشما، إلا أن استمرار بعض التجاوزات لا تدعو إلى الاطمئنان.

وأعرب حامي الدين، عن قلقه بتواتر استخدام الرصاص الحي في محاولة لإلقاء القبض على بعض المشتبه في ارتكابهم جرائم معينة، وهو ما يقتضي الانتباه إلى “خطورة التطبيع مع هذه الممارسة نظرا لمساسها بأقدس الحقوق وهو الحق في الحياة، وضرورة تقييدها بمقتضيات القانون وفي حالات الدفاع الشرعي فقط”.

وختم حامي الدين تقييمه للوضع الحقوقي بالمغرب، بالقول إن رصد خروقات مختلفة، لا ينبغي أن يحجب أهمية المكتسبات المحصلة في الآونة الأخيرة وهو ما يتطلب الكثير من الموضوعية والإنصاف المقرون باليقظة والتموقع الجيد للحفاظ على المكتسبات وترسيخها وتطويرها لأن مجال حقوق الإنسان واحترام كرامته ليس فيهما كمال مطلق.

أما رئيس فدرالية الناشرين، الصحفي والإعلامي نوردين مفتاح، فيرى أن الصحافة المغربية مناضلة على العموم، والحكم عليها لا يمكن أن يكون بالاسثتناء، مضيفا أن من يدعي أنه ليست هناك صحافة مستقلة، سيفشل، ويريد أن “نغلق منابرنا الإعلامية، و نذهب إلى الخارج”، حسب تعبير مفتاح.

ليستطرد قائلا: “نحن على أرض الواقع حاربنا وناضلنا وزج ببعض الزملاء في السجون، وبعضهم أغلقت صحفهم”، مضيفا “وهذا لايعني أننا لم نحصل على هامش من الاستقلالية ولو أنه قليل”.

أما فيما يخص مدونة الصحافة، فيرى ذات المتحدث، أن هناك تقدم كبير “ولكنه غير كاف”.  معتبرا أن “الصحافة تعيش ورشا مهما،  ولايمكن الإدعاء أن كل شيء أسود وقاتم، وأن الأمور لن تتقدم بالمرة”.

وأكد مفتاح، في ختام تصريحه ل”الأول” أن “حقوق الإنسان مسلسل طويل، وليس محطة ننتظر الوصول إليها وننتهي”.

احمد عصيد، الحقوقي والناشط الأمازيغي، ينظر إلى الوضع الحقوقي بالمغرب، بصفة عامة، بأنه “سلبي، ويعيش تراجعات بعد دستور 2011”.

واعتبر عصيد أن الصحفيين يعيشون الحظر والحصار، وبصفة خاصة صحافة التحقيق، حيث يتم منع التكوينات في هذا الجنس الصحفي، كما أن الإعلامي، أصبح عرضة “للتهم الأخلاقية”.

“فالسلطة”، يسترسل عصيد، نجحت إلى حد ما في تشويه صورة الحقوقيين والإعلاميين” المحايدين”، وإقناع الرأي العام أن هؤلاء، يخدمون أجندات خارجية، وأنهم يتلقون دعما ماديا من الخارج، في الوقت الذي نجد أن الدولة وصلت إلى 60 مليار دولار من الديون الأجنبية.

أما عن رمي المواطنين بالرصاص الذي أصبح يطبق ضد”المشرملين”، فيجيب عصيد، أن السلطات المغربية تتوفر على كافة الوسائل، للحد من العنف في الشوارع، لأن الجهد الذي يبذل في مراقبة الناس، والصحفيين، والحقوقيين، يمكن أن يبذل في حماية المواطنين، لأن من يسمونهم بالمشرملين، ماهم إلا مجموعة شباب، ضايعين في بعض الأحياء الشعبية.

التعليقات على عصيد ومفتاح وحامي الدين يقيمون وضع حقوق الإنسان بالمغرب مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بايتاس معلقا على ندوة “البيجيدي”: لا يمكن مناقشة حصيلة حكومية لم تقدم بعد

اعتبر مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق ا…