أمل الهواري

لازلنا ننتظر ما ستسفر عنه انتخابات 7 أكتوبر، وكأن نتائج الاقتراع لازالت في علم الغيب، الولادة عسيرة، والجنين تأخر عن موعده، وهناك احتمال كبير بعدم قدومه للوجود، أو ربما هناك من يطمح ويعمل على هذا، كرها وطوعا، عمدا وقصدا، وابتزازا…، وهذا أصبحنا نراه ونلمسه، نعجب منه أحيانا، وأحيانا أخرى نسخر ممن يحبكونه ومن طرقهم…

الظروف التي مرت منها الانتخابات، نظام الاقتراع، ابتزاز بعض أمناء الأحزاب، ضغط أعضاء العدالة والتنمية، انتقاد الشارع، استهداف بعض المنابر الإعلامية، كل هذا يواجه بن كيران، قبل، وإبان، وبعد الانتخابات، ولايزال.

صراحة لا أريد أن أتخيل ما الذي يشعر به بن كيران الآن،  لأن مجرد التفكير ينهك، وأنا والكثير غيري،  كانت تطاردنا كوابيس ما بعد الانتخابات،  كوابيس الخوف من اغتيال صناديق الاقتراع،  وسرقة رغبة الشارع، أو رغبة شريحة المصوتين على الأقل، كوابيس الخوف من تحالفات هجينة،  تعطي مكانا لأطراف لا تستحق،  ولم تحصل حتى على أصوات آل البيت والجيران.

في فترة ما بعد الانتخابات، كان بعض المدونين يحاولون الضغط على بن كيران، وربما كنت معهم، حتى لا ينصاع لابتزاز المبتزين، ومحاولات ليِّ اليد، وكنا نقول بكل سهولة، أو ربما بسذاجة، أن يخرج للملأ ويفضح ما نعلمه أصلا، أو على الأقل،  أن يقول لنا،  أن ما كنا نعلمه نحن،  ويعيشه هو الآن.

أشخاص لاتهمهم إلا تجارتهم، لا يكترثون لأجيال من الفقراء، ورثوا الفقر وقلة الحيلة، أشخاص لم يمتهنوا السياسة للاغتناء فقط، بل للتحكم في المشهد السياسي والإعلامي، وفي التعليم، الصحة… والأمر أعقد من هذا.

الوعي بما يحدث لازال محدودا وسط المواطنين الموزعين بين مشغول بتأمين قوت يومه، وتوفير مسكن يقيه ويلات الشارع، وبين من لا يكترث بما يحدث حوله،  خوفا أو عدم إدراك أهمية، وخطورة ما يحدث حوله.

والدليل على ما أقول، أن المواضيع السياسية التي تنشر، على أهميتها للأسف لا تجذب القارئ،  بالقدر الذي تفعله فيديوهات “البوز”، التي تتحدث عن المغنيين، والفضائح، وعلى أحسن تقدير فيديوهات الطبخ والتجميل، وهذا مرده إلى أولئك الساسة أو ممتهمني السياسة، الذين تحدثنا عنهم في أول المقال، قصد التحكم، وتربية جيل غير مكترث، فالذوق الراقي تربية، حب المطالعة تربية، حسن اختيار الأغاني تربية، حسن الإنصات تربية، الدفاع عن الحقوق، تربية أيضا، وهذا النوع من التربية لا يدرس في مدارسنا،  ولا تهتم به مناهجنا، إذا كانت هناك مناهج أصلا، بل هناك منهج وحيد لا غير، التربية الغير النظامية، أقصد اللا تربية، فلا أطفالنا حببت لهم المطالعة، ولا الاهتمام بالرياضة، أو الفنون، أو الحقوق ولا حتى الواجبات.

تذكرت أني بدأت مقالي بالحديث عن بن كيران، لأجد نفسي أتحدث عن المناهج، وتربية الأذواق، لذلك، ربما يجد بن كيران نفسه أمام كل هذه المشاكل، القديمة والحديثة والآنية، بل ومنهم من يحمله وزر ما ارتكبته الوزارات السابقة، والسياسات السابقة، وباتوا يطالبونه بالوقوف في وجه ممتهمني “التحكم”، وهم كثر وتنظيمهم محكم، وخططهم مدروسة، وجذور مصالحهم منتشرة وعميقة،  ولا يقبلون أن يكون شيء آخر منظم حوله غير مساعيهم ومكتسباتهم.

التعليقات على رفقا ببنكيران‎ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…