آمال جناح

تتعالى الأصوات الغاضبة داخل مجمل الأحزاب السياسية في هذه الأيام بعد ظهور اللوائح سواء الوطنية منها أو المحلية…

كثير من الاحتجاج غير المجدي في ردهات المقرات والمقاهي وعلى جدران الفيسبوك وصفحات الجرائد..

النساء غاضبات، الشباب غاضب، القدامى غاضبون والوافدون أيضا غاضبون!

وحفنة من “السعداء” غالبا مجهولون وغير متوقعون؛ حذرون ومتوجسون من سكان الحزب الأصليين، لكن الأمناء يطمئنونهم  يقولون لهم هؤلاء بلا أسنان؛ ويأخذون الإتاوات ليملؤوا بها خزائن تختلط فيها الحسابات الخاصة بالعامة وكما هو متعارف عليه في الصفقات، المقدم والمؤخر والمعبر عنه و الأسود أو ما تحت الطاولة بلغة التجارة والسمسرة..

حتى أني رأيت باكيات وباكين في السر والعلن، يقولون صبرنا وتحملنا وخذلنا!!

هذه الدموع هي دموع خسارة حق الاشتراك في ماراطون الانتخابات التشريعية، دموع غالية على من خبر النضال وخيباته..

لكن المثير للسخرية فعلا هو أن هذه النتيجة حتمية ومكافأة محتومة ومحسومة قبل المحطات الانتخابية..

حينما يعلو صوت الاعتراض لأجل موقف من نخبة تفكر ولها من المؤهلات ومن القدرة على التخطيط الإستراتيجي خلال المسار السياسي للحزب حينما ترى الديمقراطية تنحر، يقف المناضلون غالبا إما في الحياد أو المهاجمة لأجل رضا القيادات والتي غالبا ما تحول الأمانة العامة إلى مجرد مقر للمصالح الخاصة..

الحياد في السياسة كالاعتراض على المعارضة لا فرق وهو وأدٌ لآلية حيوية لتطوير النقاش وتقوية مستوى آداء النخب وتفكيرها..

القيادات ترى في النخب المثقفة والتي آمنت بالأفكار الحقيقية للحزب المسطرة في الأرضيات السياسية خطرا يهددها لأنها في أغلبها قيادات خانت وتخون هذه الأفكار، وترى في هؤلاء ما لا تستطيع أن تكون، إضافة إلى حجة وفصاحة لا يمتلكونها غالبا وقد تؤدي إلى إيقاظ الغافلين والتهام شعبية بالكاد يحضون بها لحاجات يقضونها للمتزلفين غالبا؛ و بذلك هي تسعى إلى “تطفيشهم” لكن بسياسة طبعا!

المناضلون أيضا يسعون إلى تطفيشهم وكلما اقتربت المواعيد الانتخابية إلا وتسارعت وتيرة آلتهم لأنهم يظنون أن بقاء هذه النخبة لمرحلة الانتخابات إنما يحسم الموقف لصالحهم فهم مثقفوا الحزب وخطباؤه؛ لكنهم ينسون أن هذه النخبة المثقفة هي محاميهم الحقيقي في الحزب وأنه لولا الدفاع عن المواقف والقيم لما اكتشف أحد تلك المواهب!

إن أخطر ما يمكن أن يحدث في معركة سياسية هو أن يتخلص المناضلون من المحامي والحامي لقيم الحزب الذي لا تغريه المناصب والمكاسب.. ويتوقعون أن مغادرته تعني حتما مكانا لهه داخل التنظيم ومكافأة يجنونها في ماراطون الانتخابات..

إن القيادات التي ترى انبطاحيين أمامها وهي تدهس آمال التغيير والبناء لدى النخب المثقفة إنما تكون بصدد قطع الرأس فهل يجدي بعد ذلك جسد بلا رأس!!!!

أنا لن أقول اليوم للغاضبين والباكين الصيف ضيعتم اللبن أو على نفسها جنت براقش، لكني فقط سأقول لهم: لا زال في اليد ورقة في السابع من أكتوبر فماذا أنتم بها فاعلون!!!

 

 

 

 

التعليقات على دموع الماراطون الانتخابي.. ودور المناضلين في “تطفيش” النخب مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…