سارة سوجار

أنامُ وأغفو لأصبح سيرة على كل لسان.

أحدث نفسي وأبحث عني من أنا ومن أكون.

يتحدثون باسمي وأجد نفسي غريبة عما يقولون.

يزايدون بحروفي لكني لا اعرفهم ولا يعرفنونني.

أنا الحداثة التي التصقت باسمي كل تهم الكفر والإلحاد والدناءة.

أنا الحداثة التي تفرقت على بني الحقوق والحريات وتوزع دمها على كل القبائل.

أنا التي أضفي الشرعية على كل التناقضات وآتي لأغطي على كل الكوارث و التفاهات الإنسانية.

الإله عاقبني لأني لست الابنة المخلصة لتعاليمه، فجعل الإسلاميين يجرمونني، وجعل المنتسبين إليَّ يقترفون كل الآثام باسمي.

أصبحت لقيطة دون مضمون يحميني ودون مدافعين ذوي مصداقية يتغنون بمفرداتي.

يلومونني لأني واجهة تزين بعنوانها الخطابات والقوانين والمصادقة على المواثيق ولا معنى لاسمي بينها.

أصبحت أصول و أجول لا هوية لي ولا نسب.

أصبحت أدافع فقط عمن يشبهونني.

كل أطروحات الحقوق مكفولة للجميع.

الحرية قيمة لا تنازع عنها تصبح في خبر كان إن لم يكن صاحبها ينتمي إلى صفي.

تتدخل الدولة في شؤون الناس بشرعيتي.

و تسلب حقوق البشر بمصداقيتي.

إنه عقاب دنيوي جعلني في نفس مرتبة التخلف.

ربما علي أن أنزل الوحي على أحدهم كي يقدسوني

أو أن أكرس نموذج ديكتاتوريتي.

أو أن اصنع معابد بتماثيلي كي يُجمعوا على عبادتي

لقد جئت نتاجا لكل الثقافات الإنسانية.

جئت لأحل عقدة العام والخاص

جئت لأصنع أنظمة تعترف بالحريات وتكفل الحقوق للجميع دون تمييز.

جئت لأحدث كل الميادين

أوزع السلط  وأفصل بين الثروة والحكم

وأحدث المؤسسات وأسيِّد القانون

جئت لأدافع عن حق الانتماء

جئت لأعيد الكرامة للبشر وأضمن حرية التدين والاختيار

جئت لأفرق بين صنع القيم الانسانية والصراعات السياسية التي قد تأتي على الأخضر واليابيس

جئت لأعلمكم تواضع الفكر وعدم الاستعلاء على الاختلاف

جئت و جئت… لتأخدوا معركتي كاملة أو تتركوها كاملة

ربما هذه أنا وقد أكون غيري.

لكن انتم من صنعني وانتم من سينهيني أو يمنحني حياة كريمة أخرى لأعيش

أدعو الله ألا يستغلني ديكتاتور ولا مستبد

وألا يتحدث باسمي انتهازي أو وصولي

وألا يستعبدني رجعي أو متحجر

أدعو الله أن يحررني من كل القيود ويعطيني مساحات أكثر لأناقش فيها وأفك نفسي من كل نماذج التنميط والتقديس

أريد أن أنام وأصحو وأجدني محلقة لأنصر الضعيف والفقير أفضح كل من يجعلني واجهة يتبول بها على كل عناوين القيم الإنسانية الفضلى.

أنا بريئة من نفسي ومن كل ما قلت حتى يرضى رب العالمين عني فليت لنا إلها واحدا يحدثنا عن الحب والسلام والاختلاف لكنت أنا غيري وكان غيري الجنة العظيمة فوق هذه الأرض اليتيمة.

التعليقات على أنا الحداثة.. التصقت باسمي كل تهم الكفر والإلحاد مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…