ولد الحومة. الأول
أمل هواري
فكرت كثيرا، قبل أن أكتب، لأني لا أحب أن أوجه  اللوم لـ”ولد الحومة”، وسأسمي الأشياء مباشرة بمسمياتها.. الحكاية باختصار، أننا قصدنا أمس نحن الطاقم الصحفي لـ “الأول” مدينة طنجة، لإجراء حوار مصور مع الفنان “مسلم “، بعد اتصالات عبر الهاتف، وتنسيق،  واتفاق على اليوم و مكان التصوير.. أخذنا قطار البيضاء- طنجة، وكلنا استعداد للقاء “ولد الحومة”. لكنه لم يأت ولم يظهر ولم يعتذر.

على ذكر الحومة والدرب، أتذكر أني كنت كلما مللت حياة النفاق الاجتماعي التي غزت علاقاتنا اليومية، تواصلت مع خالة لي تقطن في أحد الأحياء الشعبية بفاس،  وأقول لها “أريد أن أزوركم، فلقد اشتقت للمة الجيران، وبساطتهم، وعفويتهم، وترحب بي كعادتها، وتجيب بكل ثقة،”حنا ماعندناش الفلوس اييه، ولكن عندنا البساطة والجيران قلبهم علي، والحاجة لي ضرني كاضرهم..”.
سأعود بكم إلى “مسلم”،  فبعد أن شددنا الرحال، وقاربنا أصيلة، أرسل رسالة نصية لا أكثر، “حتى لا أسميه اعتذارا”،  لأن للإعتذار أدبيات، وللتأجيل أدبيات أخرى، ولكنه لم يلتزم حتى بقواعد اللباقة، فمابالك بأخلاق”ولاد الحومة ديال بصح”، وبكل بساطة، قال “لن أستطيع لقائكم، نتركها لفرصة أخرى”، بدارجة مكتوبة بالفرنسية، أرسلت بدوري رسالتين تفيدان أنه تأخر في التراجع عن الإتفاق، وأخرى تخبره أننا قاربنا الوصول، ولكن السيد “ولد الحومة”، فضل أن يطفئ هاتفه، ضاربا الاتفاق والعرف واللياقة والأدبيات عرض الحائط.
تواصلت مع صحفيين للاستفسار ولفهم ما وقع، فأكدوا لي أنها عادته دائما، ومذيعة صديقة، قالت لي بالحرف “لو كنت أخبرتني، لكنت حذرتك قبل أن يتحمل الطاقم الصحفي عناء السفر، فهو يا عزيزتي، كان قد التزم مع المدرسة التي تدرس بها ابنتي، لإحياء حفل على شرف الأطفال الصغار، الذين لبسوا أزياء الحفل، وكلهم ترقب، وانتظار، والأكثر من ذلك أن المدرسة اتفقت معه على مقابل مادي، فماكان على السيد “ولد الحومة” ، إلا أن أخلف وعده، بدون أن يخبر أي أحد، بل وفضل أن يجعل هاتفه خارج التغطية”، لتسترسل قائلة ،  “كان عليك أن تتطلعي على وجوه البراعم وهي تنتظر وتنتظر..، لتتيقن بعدها دون أن تفهم السبب، أن “السطار” ديال الشعب والرجولة” ماجايش”.
على أي، سأقول للسيد محمد الهادي المزوري، بعيدا عن الإسم الفني (ذو الحمولة الدينية)،  لأننا عندما نختار لقبا، يجب أن نكون أوفياء له، المسلم كلمة، وخلق، ورجلة، وشهامة، وولد الحومة بلا ماتغني عليه، وتبكي وتبكينا معاك، عطي المثال فقط،  لو كنت على الأقل استقبلتنا كأضعف الإيمان، ولكن للأسف، لازلنا نتقن الكلام والشعارات، وأتحداك السيد المغني أقصد السيد مسلم أن ترد.
أنت تقدم نفسك كمغني ملتزم بقضايا كبيرة.. التزم فقط بمواعيدك وبكلمتك قبل أي شيئ آخر!

 

التعليقات على تفاصيل حكايتنا مع الفنان “مسلم” الذي تركنا في طنجة واختفى عن الأنظار مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بايتاس معلقا على ندوة “البيجيدي”: لا يمكن مناقشة حصيلة حكومية لم تقدم بعد

اعتبر مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق ا…