فاطمة الإفريقي

في الاعلام العمومي، باستثناء المقدسات المتعارف عليها في أغلب وسائل الاعلام، ليست هناك خطوط حمراء معلنة، هناك أعراف متوارثة تزداد ثقلا وتشددا وصلابة جيلا بعد جيل، هناك خوف من رقيب مجهول، وحذرٌ مَرَضي من عقاب محتمل يسكن الصحفيين والمسؤولين، هناك رقابة ذاتية مفرطة يسلكها الجميع، فيكتفون بنثر الورود والخلود للأمان..
المرحوم خالد مشبال كان الاستثناء، كانت له شجاعة نادرة في القفز على تلك الحواجز الحمراء الغير المعلنة، ومراوغتها أحيانا بذكاء مهني مدهش؛ لهذا تميزت برامجه وكل برامج إذاعة طنجة حين كان مسؤولا عنها بخط تحريري مختلف ومتحرر ومنفتح في سياق سياسي وإعلامي اكثر انغلاقا من الْيَوْمَ..
ففي عهده، وعبر إذاعة طنجة، كانت تثار الكثير من القضايا الشائكة بعمق في التحليل وبايحاءات فكرية منفلتة من أذن الرقيب المحتمل، ومن خلال برامجها الليلية سمعنا أصوات مبدعين ومفكرين ومناضلين مغاربة وعرب لم يجرؤ صحفيون عموميون على الاقتراب منهم..
وبالاضافة إلى حرصه الشديد على المضامين الجيدة والجريئة، كان صارما في احترام الشروط التقنية والفنية للعمل الاذاعي من حيث الإخراج وجودة الأصوات وفن الالقاء واحترام اللغة…
انفتاح الإعلام العمومي وإصلاحه يحتاج طبعا إرادة سياسة، لكنه يحتاج أولا صحفيين ومسؤولين يمتلكون جرأة المبادرة وشجاعة رمي حجر صغير في البرك الراكدة ..
المرحوم خالد مشبال كان ذاك الصحفي وذاك المسؤول،  للأسف كان وحيدا ومنفردا.
رحمه الله

التعليقات على خالد مشبال.. القافز على الحواجز مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…