حذّرت الولايات المتحدة الثلاثاء من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتهيّأ لحرب طويلة الأمد ولن ينهي العملية العسكرية في أوكرانيا بعملية دونباس حيث تدور معارك عنيفة.
وجاءت توقّعات واشنطن القاتمة في توقيت أعلنت فيه أوكرانيا أن انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي هو قضية “حرب وسلام” للقارة بأسرها في خضم مواجهة تخوضها مع موسكو.
وخلال تصديها لمحاولات تبذلها القوات الروسية للتقدم في الشرق الأوكراني، أشادت كييف بتحول موقف ألمانيا على صعيد حظر النفط الروسي ورفع حظر إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
في الجنوب لا تزال أعمال العنف مستمرة وليلا استُهدف ميناء أوديسا بالصواريخ، وقال مسؤولون إن نحو ألف جندي ما زالوا عالقين في مجمع آزوفستال الصناعي في مدينة ماريوبول المدمرة.
بدات روسيا غزو أوكرانيا في 24 فبراير لكن كييف تمكّنت من صد الهجوم على العاصمة وإبعاد القوات الروسية عنها.
خلال عرض عسكري كبير في الساحة الحمراء في موسكو بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، أعلن بوتين أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعا عن “الوطن الأم” بمواجهة تهديد دولة يدعمها الغرب.
لكن مديرة أجهزة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز أكدت الثلاثاء أن بوتين لن ينهي حرب أوكرانيا بعملية دونباس إذ إنه عازم على “إقامة جسر برّي إلى منطقة ترانسنيستريا” المولدافية الانفصالية.
وقالت “تفيد تقييماتنا بأن بوتين يعد لنزاع مطوّل في أوكرانيا ينوي من خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس”.
وأضافت “يزيد الاتجاه الحالي احتمال لجوء بوتين إلى وسائل أكثر حدة بما يشمل فرض أحكام عرفية وإعادة توجيه الانتاج الصناعي أو خيارات عسكرية يحتمل أن تكون تصعيدية للحصول على الموارد التي يحتاجها لتحقيق أهدافه”.
– “نحصي القنابل” –
حوّلت روسيا تركيزها في أوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس التي يقاتل فيها انفصاليون منذ العام 2014، بعدما فشلت في التقدم في كييف.
قالت الرئاسة الأوكرانية إن “محور القتال انتقل” إلى بيلوغوريفكا في منطقة لوغانسك. واستنكر زيلينسكي في رسالة مصورة مساء الأحد خلال قمة مجموعة السبع مقتل “60 مدنيا” بقصف روسي السبت على مدرسة في بيلوغوريفكا.
كذلك استمر قصف المعاقل الأوكرانية في أقصى شرق البلاد لا سيما في مدينتي سيفيرودونيتسك وليزيشاسنك. وافاد مراسلو وكالة فرانس برس بخروج قوافل من الشاحنات من سيفيرودونيتسك الإثنين.
ويواجه المدنيون صعوبات في مجاراة انتقال المعارك من نقطة إلى أخرى.
وقال المعماري أرتيوم شيروخا (41 عاما) لدى تعبئته المياه من أحد ينابيع ليسيشانسك إنه “منهار نفسيا وجسديا”.
وقال إنه يحاول إيجاد مؤن لعائلته المؤلفة من تسعة اشخاص إذ غالبا ما يتعذّر على سكان المنطقة الحصول على المياه والغذاء. وتابع “نجلس هنا ونحصي القنابل”.
في الجنوب استهدفت أوديسا ليلا بوابل من الصواريخ دمّرت أبنية وأدت إلى احتراق مركز تجاري وأوقعت قتيلا بعد ساعات قليلة على زيارة أجراها رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وأشار ميشال خلال الزيارة إلى “تأثير الحرب الروسية على سلاسل الإمداد العالمية” لا سيما بالحبوب، التي “علقت أطنان منها في الميناء بسبب حصار روسيا للبحر الأسود”.
وأضاف أنّ الحصار “لا يضر بالاقتصاد الأوكراني فحسب، بل يعيق أيضًا وصول العالم إلى المواد الغذائية الحيوية ويعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر”.
– ألمانيا تغيّر موقفها –
تدفع أوكرانيا باتّجاه تلقي مزيد من الدعم الغربي، وقد انتقدت خصوصا بطء تحرّك ألمانيا ورفضها حظر النفط الروسي.
لكن اللهجة تبدّلت بعدما زارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الهولندي فوبكي هويكسترا ضواحي كييف حيث تتهم القوات الروسية بارتكاب فظائع.
وقال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الألمانية “اود أن اشكر المانيا لتغييرها موقفها في عدد من القضايا”.
وتابع كوليبا “لقد غيّرت ألمانيا موقفها في ما يتعلق بإمداد اوكرانيا بالأسلحة”، مضيفا أن كييف ممتنة لألمانيا لتاييدها فرض حظر على النفط” الروسي في الاتحاد الاوروبي.
لكن كوليبا حض الاتحاد الاوروبي على قبول عضوية أوكرانيا في التكتل بعدما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الأمر قد يستغرق عقودا.
وقال كوليبا “أريد التشديد على أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي هي قضية حرب وسلام في اوروبا”، وتابع “أحد الأسباب التي أدت إلى هذه الحرب أن بوتين كان مقتنعا بان أوروبا لا تحتاج إلى أوكرانيا”.
والإثنين وقّع بايدن قانونًا من شأنه تسريع إيصال الأسلحة إلى أوكرانيا (Ukraine Democracy Defense Lend-Lease Act) إذ يفعِّل آلية تبنّاها فرانكلين روزفلت عام 1941 بهدف مساعدة أوروبا في مقاومة هتلر، ويوسع صلاحيات الرئيس الأميركي لدعم جهود الحرب في أوروبا.
ويناقش الكونغرس الاميركي الثلاثاء حزمة مساعدات بـ40 مليار دولار يتوقّع ان تقر بسهولة إذ تحظى بدعم الحزبين.
– إجلاء عاجل –
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ايرينا فيريشتشوك الثلاثاء أن أكثر من ألف جندي أوكراني منهم مئات الجرحى لا يزالون داخل مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول الجنوبية الواقعة تحت السيطرة الروسية.
ويعد المصنع آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في المدينة التي تشهد دمارا هائلا.
مؤخرا تم إجلاء مدنيين كثر من المصنع مع سعي القوات الروسية إلى بسط سيطرتها الكاملة على ماريوبول لوصلها برًا بالقرم.
والثلاثاء أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على جثث 44 مدنياً بين أنقاض مبنى دمر في مارس في مدينة إيزيوم التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا.
وتواجه روسيا غضبا دوليا عارما وهي تخضع لعقوبات مشددة.
وقالت موسكو إنها لن تشارك الخميس في جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول أوكرانيا.
وانتُخبت الثلاثاء تشيكيا لتشغل مقعد روسيا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف. خلال جلسة طارئة لأعلى هيئة حقوقية في الأمم المتحدة للنظر في “تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا” أيدت انعقادها أكثر من 50 دولة بطلب من أوكرانيا.
وعلى خط زيادة الضغوط على روسيا قالت رئيسة المفوضية الأوروبية اوروسلا فون دير لايين إنها حققت “تقدما” على مسار اقتراح لحظر النفط الروسي خلال محادثات مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وأوربان أحد أقرب الأصدقاء لبوتين في أوروبا وهو يعرقل مساعي التكتل لحظر النفط الروسي، في إجراء سيكون في حال أقر أحد الأكثر إيلاما التي يقرّها الغرب.
ويبرر أوربان رفضه حظ النفط الروسي بالتداعيات الاقتصادية لخطوة كهذه على بلاده التي لا تملك منفذا بحريا.
ولاحقا أعلنت الحكومة المجرية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى محادثات مع أوربان الثلاثاء بهدف التوصل في اسرع وقت إلى اتفاق بشأن مشروع أوروبي لحظر النفط الروسي.
وكان الوزير الفرنسي لشؤون أوروبا كليمان بون قد أعلن الثلاثاء أن اتفاقا حول حظر استيراد النفط الروسي في نهاية العام يمكن أن يتم التوصل إليه هذا الأسبوع.
والثلاثاء وجّهت دول غربية بشكل منفصل اتّهامات للسلطات الروسية بشن هجمات سيبرانية ضد شبكة للاقمار الاصطناعية قبل ساعة من بدء الغزو تمهيدا للهجوم.
أفاد تقرير جديد نشر الثلاثاء أن الأشخاص الفارين من أوكرانيا معرضون أكثر وأكثر لعمليات الاتجار بالبشر مع احتدام الحرب داعيا إلى تسجيل الضحايا وخاصة القصر غير المصحوبين.
ونزح أكثر من ثمانية ملايين شخص حتى 3 ماي داخل أوكرانيا بعد أكثر من شهرين من بداية الغزو الروسي للبلد، حسبما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء.
الرميد يعارض تعديلات مدونة الأسرة: “إذا كانت ستكرس مزيدا من الانحدار والتراجع السكاني فإنه ليس من الحكمة اعتمادها”
مصطفى الرميد* من حقنا- نحن المغاربة- ونحن نعيش في عالم قلق ومضطرب، أن ننوه بمثانة مؤسسات ب…