دوّن السويسري روجيه فيدرر إسمه في صفحة جديدة من تاريخ كرة المضرب، بإحرازه اللقب العشرين في البطولات الكبرى، وإثبات انه من طينة نجوم لا يعرفون للتقدم في السن تأثيرا.
في السادسة والثلاثين من العمر، تغلب السويسري المصنف ثانيا عالميا، على منافسه السادس الكرواتي مارين سيليتش (29 عاما)، في نهائي ماراتوني من خمس مجموعات امتد ثلاث ساعات وثلاث دقائق، ليحرز لقب بطولة استراليا المفتوحة للمرة السادسة في مسيرته الممتدة 21 موسما.
خاض فيدرر ثلاثين نهائيا في بطولات الغراند سلام. في استراليا، تمكن من معادلة الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بالبطولة، متساويا مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش والاسترالي روي إيمرسون.
في حصيلة الألقاب الكبرى، بات فيدرر يبتعد بأربعة عن الاسباني رافايل نادال المصنف أول عالميا حاليا، وستة عن الأميركي المعتزل بيت سامبراس، وثمانية عن ديوكوفيتش المتوج بـ 12 لقبا كبيرا في مسيرته.
أحرز فيدرر ثلاثة من ألقابه الكبرى بعدما أتم في 2016 الخامسة والثلاثين من العمر: استراليا المفتوحة (2017 و2018) وويمبلدون الانكليزية (2017). الأحد على ملعب رود لايفر في ملبورن، كان فيدرر أكبر لاعب يخوض نهائي استراليا منذ مواجهة 1972 بين “المحليين” كين روزوال (37 عاما) ومال أندرسون (36 عاما).
الأرقام تتوالى: 14 عاما ونصف عام تفصل بين لقبه الأول في البطولات الكبرى (ويمبلدون صيف 2003) ولقبه العشرين (استراليا مطلع 2018)، وهو فارق لا يتفوق عليه سوى روزوال (19 عاما).
332 فوزا في مباريات ضمن الغراند سلام، وهو أيضا رقم قياسي. أحرز لقب 96 دورة، ويقترب من حامل الرقم القياسي منذ بدء تطبيق نظام الاحتراف (1968) الأميركي جيمي كونورز (109 ألقاب).
رقم قياسي إضافي هو عدد الأسابيع التي أمضاها في صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين: 302 أسبوعين، وبقي ضمن العشرة الأوائل بين العامين 2002 و2015. تراجع الى المركز 17، وهو الأسوأ له منذ عام 2001، بعد غيابه لستة أشهر بسبب الاصابة نهاية عام 2016.
ما لم يتمكن بعد من استعاده، هو المركز الأول في التصنيف العالمي الذي لا يزال في عهدة نادال، على رغم التتويج الاسترالي لفيدرر.
العام الماضي، عاد فيدرر الى الملاعب بقوة، مذكرا بالأعوام التي هيمن فيها على كرة المضرب لاسيما في العقد الأول من الألفية الجديدة. اعتبر العديد من متابعي اللعبة ان عصر فيدرر انتهى بعدما غاب عن الألقاب الكبيرة بين 2012 و2017… لكن فيدرر عاد، طور أداءه لاسيما الضربات الخلفية، وعرف كيف يحافظ على لياقته البدنية.
حاليا، يبدو السويسري كآخر الكبار “الصامدين” في الملعب، بينما يعاني كل منافسيه، وجميعهم أصغر سنا، من آثار الاصابات: نادال، ديوكوفيتش، البريطاني أندي موراي، والسويسري ستانيسلاس فافرينكا.
حصيلة كل ذلك تجعل منه لاعبا شغوفا يستمتع بكرة المضرب حتى الثمالة. شغف يفقده السيطرة على مشاعره مع كل تتويج. لم يختلف الأمر في ملبورن: حمل فيدرر الكأس في يد، ومسح دموعه بالأخرى.
قال بتأثر بعد الفوز “أنا سعيد جدا بشكل لا يصدق. هذا حلم يتحقق، القصة الخرافية متواصلة بالنسبة إلي”، مضيفا قبل ان يجهش بالبكاء “بعد السنة الرائعة العام الماضي، الأمر لا يصدق”.
في تصريحات قبل البطولة، لم يخف فيدرر سعادته بالقدرة على التواجد حتى الآن على أرض الملعب. قال “أنا سعيد لأنني ما زلت حاضرا، ما زلت في صحة جيدة، ما زلت ألعب بشكل جيد، أمنح نفسي الفرص، أنافس أفضل اللاعبين (…) الأمر ممتع فعلا”.
أضاف “ثمة الكثير من الجهد الذي يبذل من أجل تحقيق ذلك، خلال البطولة، التركيز، وأيضا التحضير المسبق (…) قبل أسابيع وأشهر، تحاول ان تجهز نفسك، هل ستكون مستعدا اذا واجهت مباراة قوية”.
وشدد على أن “هذا أمر تخطط له قبل وقت طويل. لذا عندما يحصل ذلك (الفوز)، يكون الشعور رائعا”.
العام الماضي، شارك فيدرر، وهو أب لأربعة أطفال (توأمان من الذكور ومثلهما من الاناث) في 12 دورة لكرة المضرب، وتوج بسبعة منها. خلال 12 شهرا (كانون الثاني/يناير 2017 – كانون الثاني/يناير 2018) أحرز ثمانية ألقاب، فاز في 59 مباراة، وخسر 5…
في ظل كل ذلك، لا يجرؤ أحد على سؤال فيدرر عن موعد اعتزاله. لا شيء في أدائه أو وضعه البدني والذهني يشي بذلك. أما السؤال الذي يطرح فهو: هل يسعى الى ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو 2020، وهي عمليا “اللقب” الأبرز الذي لا يزال يفتقده في الفئات الفردية، بعدما أحرز ذهبية بكين 2008 في الزوجي؟
(أ ف ب)
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…