نزل خبر إقالة المدرب الوطني بادو الزاكي كالصاعقة، حيث تفاجأ الإعلام والرأي العام بهذا النبأ “الغريب” الذي أصدرته الجامعة الملكية لكرة القدم، بحكم الظرفية التي تمر منها الكرة الوطنية وعلى رأسها المنتخب الوطني المغربي الذي سيخوض مباراة الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم ضد منتخب الرأس الأخضر.
لمعرفة أسرار هذه الإقالة، علينا تحليل بعض المحطات التي مر منها بادو الزاكي منذ توليه زمام الأمور لمدة أزيد من 20 شهر، فمشاكل بادو الزاكي ستبدأ بمجرد توليه تدريب المنتخب الوطني بحيث قرر بعد شهور قليلة من تعيينه إبعاد عزيز بودربالة المدير الرياضي للجامعة من محيط المنتخب بدعوى أنه تطفل على اختصاصات المدرب ويتدخل في علاقته باللاعبين حين أراد أن يتدخل في محاولة الصلح بينه وبين عادل تاعرابت.
لم يكتف الزاكي بالحرب الأولى مع بودربالة بل عاد ليفتح باب المشاكل عن طريق خلاف مع مصطفى حجي، بسبب رغبته في فرض سلطته بإتخاد القرارات دون أخذ آراء مساعديه، وهو الأمر الذي لم يعجب حجي، ومنه جاء الإتفاق مع نادي باييرن ميونخ الألماني في قضية عدم إستدعاء المهدي بنعطية للمباريات الودية قصد التخوف حول إمكانية إصابته، الشيء الذي جعل الزاكي يحمل حجي مسؤلية الإتفاق وطالب بإبعاده من محيط المنتخب، لكن القرار لم يرق لنور الدين البوشحاتي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية.
و منه، فتح الزاكي على نفسه حربا أخرى، بحيث استمر في الإصرار على إبعاد حجي، فتدخل البوشحاتي عن طريق تقرير سمي “أسودا” لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم مطالبا فيه إجراء تغييرات طارئة داخل الإدارة التقنية وكشف عن الخلافات التي نشبت في مباراة غينيا الإستوائية برسم إياب إقصائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا سنة 2018، و أشار كذلك إلى عدم وجود إستقرار على مستوى التشكيلة وتذبذب أداء المنتخب في المباريات، ما جعل هذا التقرير يلقى إهتماما كبيرا عند رئيس الجامعة فوزي لقجع فبادر للبحث عن مدرب جديد.
إلى هنا، وبعد المفاوضات مع بعض المدربين أبرزهم الفرنسي هيرفي رونارد، لتكون نهايتها بداية من ليلة الثلاثاء 9 فبراير إلى صباح الأربعاء 10 فبراير2016 بإصدار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لبلاغ يقضي بإعفاء الزاكي من تدريب المنتخب الوطني الأول.
ما يمكن ملاحظته، هو نفي فوزي لقجع رئيس الجامعة ليلة الثلاثاء للأخبار التي أصدرتها بعض المواقع الإلكترونية حول خبر إقالة بادو الزاكي و تعويضه بالفرنسي هيرفي رونارد، إلى حين صبيحة يوم الأربعاء و في قرار صادر من الجامعة الملكية،يقر بإقالة بادو الزاكي رسميا و أنه سيتم تعويضه بمدرب آخر خلال الأيام المقبلة، مما يطرح السؤال عريضا من المسؤول عن إصدار القرارات في المنظومة الرياضية الوطنية؟