باتت الجماهير البيضاوية، تتابع مباراة “الديربي” الرجاء والوداد من وراء الشاشة للمرة الثامنة في التاريخ، وذلك بعد إعلان السلطات المحلية إجراء المواجهة الأكثر شعبية في المغرب والتي ستجرى غدا الأربعاء دون حضور جماهيري.
واعتبر متتبعو الشأن الكروي، أن إجراء مباراة “الديربي” مع فرض “الويكلو” دون سابق إنذار، طمسا لهوية الكرة المغربية، لكون هذه المباراة تحظى بمتابعة جماهيرية منقطعة النظير، ليس على المستوى المغربي وحسب، بل على المستوى القاري والعربي والدولي.
ولطالما ارتبط ديربي البيضاء بمركب محمد الخامس غير أن هذه المرة سيلعب على أرضية الملعب البشير بالمحمدية، بعدما كان نقله سنة 2016 بالملعب الكبير بطنجة، وملعب مراكش، ثم ملعب العربي الزاولي بدون جمهور ما جعل هذه المواجهة الكبيرة تفقد قيمتها شيئًا ما.
كما أن “الديربيات” التي أجريت دون جمهور لم ترق إلى مستوى التطلعات، لا من حيث المردود التقني، وكذا الفرجة، مما ينبئ بـ”ديربي” ضعيف لايعطي الصورة المعتادة للمواجهة القوية بين قطبي الدار البيضاء.
وكانت الجماهير العاشقة للديربي، تنظم لهذه المباراة بأسابيع قبل ليكون هذا العرس الكروي على أحسن صورة، خصوصا من الفصائل المساندة للفريقين التي كانت تبدع في “دونور” بتيفوهات ورسائل وأهازيج من “الماكانا وفريمجة“، كما أنها تخلق جو الحماس بطعم خاص وطريقة يصعب إيجاد لها تعبير.
وفي ظل النهضة الكروية التي تعيشها المملكة المغربية، والتي تستعد لاحتضان تظاهرات كبرى، “كأس أمم أفريقيا وكأس العالم“، فإن برمجة “ديربي كازابلانكا” دون جمهور يفرض طرح العديد من التساؤلات بخصوص مدى قدرة العصبة الاحترافية على تسويق صورة جميلة عن البطولة المغربية حاليا.
وكذلك موازاة مع المشاريع التي انطلقت المملكة في إنجازها، ومحاولة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة تلميع صورتها، وجعلها الأفضل على المستوى القاري والعربي.