تعد لبنى دايداي، ملازم الشرطة، الشابة والرياضية التي تتحلى باليقظة والثقة في قدراتها، مثالا للمرأة المثابرة التي تتحدى كافة العقبات والصور النمطية من أجل تقديم أفضل ما لديها وأداء واجبها المهني ضمانا لانسياب حركة المرور والتحسيس بالسلامة الطرقية بالعاصمة الرباط.
ولا يثبط من عزيمة ملازم الشرطة، التي ولدت وترعرعت بمدينة الرباط، والمكلفة بالشرطيات العاملات بفرقة المرور بولاية أمن الرباط، إطلاقا، الاستيقاظ كل صباح على الساعة السادسة للذهاب إلى عملها والعودة في بعض الأحيان في وقت متأخر من الليل، دائما بنفس الحماس والهمة.
وتسهر دايداي، على رأس فرقة تتكون من 80 عنصرا، على تنظيم حركة المرور بمدينة الرباط ، وضمان سلامة مستعملي الطريق، وتعقب مخالفي قانون السير، وهي مهمة ليست بالهينة، لكنها نجحت في تأديتها بكل جدارة.
وقد استطاعت لبنى دايداي، وهي أم لطفلة تبلغ سبع سنوات، بفضل مسارها المهني ورتبتها، أن تعزز موقعها ومكانتها في هذه المهنة، وأظهرت بأن المرأة المغربية قادرة على شغل مناصب عليا في سلم المسؤولية، حتى في المهن التي توصف بكونها أكثر “ذكورية”.
وشددت هذه المسؤولة، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة (ثامن مارس)، منذ البداية على أن المديرية العامة للأمن الوطني تعد نموذجا للكفاءات وتكافؤ الفرص.
وصرحت ملازم شرطة، بعد جلسة عمل بولاية الأمن خصصت لمراقبة العناصر وتوزيع المهام وقراءة الملاحظات، أن ” المرأة الشرطية اضطرت إلى بذل جهد أكبر من زملائها الذكور، أولا من أجل كسر الصورة الكلاسيكية عن النساء الموظفات، وثانيا لإثبات كفاءتها على القدر ذاته من المسؤولية”.
ولفتت المسؤولة، التي التحقت بالمديرية العامة للأمن الوطني سنة 2003، إلى أن “المرأة الشرطية كان عليها أن تبذل جهدا مضاعفا من أجل نيل الاعتراف بها، سواء من زملائها أو من المواطنين”، مضيفة أن ” المرأة اليوم لا يتم قبولها فقط، بل يتم الاعتراف بفضائلها وكفاءاتها”.
وأسرت دايداي أنها تأثرت منذ طفولتها بالزي العسكري. فبعد حصولها على شهادة البكالوريا، التحقت بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث حصلت على شهادة الإجازة، وانضمت إلى المديرية العامة للأمن الوطني. كان ذلك بالاساس، تضيف المسؤولة، “للتعبير عن مدى اعتزازي بمهنة والدي الذي كان أيضا شرطيا “.
وقامت لبنى دايداي، منذ ذلك الحين، بصقل شخصيتها من خلال الاتصال بالمواطنين وتعويدهم على تواجد النساء الشرطيات في أهم طرقات المدينة، داعية زميلاتها إلى الحفاظ على هدوئهن وأداء مهامهن بكل اطمئنان.
وأوضحت هذه المسؤولة المثابرة، التي يشد حضورها انتباه مستعملي الطريق، أن “المرأة تتمتع بحس عال من الإنصات يساعدها على التصرف بشكل أفضل في حالات معينة “.
وتحاول لبنى دايداي، التي تحظى بدعم وتشجيع من قبل أسرتها، التوفيق بين حياتها الخاصة وعملها، وهي المهمة التي تبدو معقدة وأحيانا مرهقة.
“هناك أيام يغلب فيها الرضا الذاتي والشعور بتأدية الواجب على أي شيء آخر”. تقول دايداي، والبسمة تعلو محياها بعد يوم طويل من العمل للتحسيس باحترام قانون السير على الطرق قامت به أمام إحدى المدارس بالرباط.
الرميد يعارض تعديلات مدونة الأسرة: “إذا كانت ستكرس مزيدا من الانحدار والتراجع السكاني فإنه ليس من الحكمة اعتمادها”
مصطفى الرميد* من حقنا- نحن المغاربة- ونحن نعيش في عالم قلق ومضطرب، أن ننوه بمثانة مؤسسات ب…