رباط رأس السنة، ليست كرباط باقي الأيام، هدوؤها اليوم أمسى صخب وضجيج، شوارعها، ومرائبها ملأى عن آخرها، مقاهيها، متاجرها الكبرى، كلها تعج بحركة غير اعتيادية، وكأن لا أحد مكث في بيته، مع أن الكثير اقتنى الحلوى وفضل الاحتفال وسط أفراد عائلته أو أصدقائه.
الإحتفال، و الترويح عن النفس، والأمل في بداية أفضل… شراء شوكولاته، ملابس، وأفرشة، الكل يرغب في التغيير، ويحتاج أن يفرح.
سنة هاهي تودعنا، وأخرى لم يبق أمامها إلا سويعات معدودة لتطل علينا، الكل يبحث عن فأل حسن، رسالات التهنئة والتبريكات تجتاح الهواتف، مواقع التواصل تعج بالمتمنيات، بعضهم أخذ يسرد حصيلة عامه، خيباته، إنجازاته، نجاحاته، آخرون يحتفظون بذكريات جميلة، وآخرون ينتظرون بفارغ الصبر أن تنقضي وتحمل معها ذكريات فشل أو حزن وتختفي… عناصر الأمن تعزز دورياتها في كل الشوارع والأزقة، لضمان مرور اليوم بسلام، خاصة مع تزايد نزعات التحريم وتحسبا لأي نشاط إرهابي، قد يحول الإحتفال إلى وبكاء ونحيب.
أما بعض رواد الفيسبوك فهم يحتفلون على طريقتهم، منهم من اختار مقاطعة المناسبة لأنها دخيلة، ومنهم من اعتبرها بدعة، آخرون لم يفوتوا الفرصة للتذكير ب”المستضعفين” في الأرض، أولئك الذين حرمتهم الحروب أمنهم واستقرارهم، جردتهم من إنسانيتهم، وأفقدتهم أحد أفراد عائلاتهم، و ذاقوا ويلات الجوع والتشريد، وأحرقوا ببرد دجنبر القاسي.
يبقى رأس السنة رغم تحريم المحرمين ، ومباركة المباركين، يوم تستعد الشركات لاستقباله بجرد مفصل، وتقييم وانتقاد وخطة عمل لرفع الإنتاج والمردودية، أما بالنسبة لبعض الأشخاص، فهو يوم مليئ بالترقب، وما ستحمل السنة من جديد على كل المستويات وخاصة على مستوى الأجر، عل الحكومة تسن قانونا برفع الأجور… من يدري.
على ذكر الحكومة، فلم يكتب ل2016 أن تكون سنة إعلان عن تشكيلها، فهي أبت أن تنبثق، هي التي استحوذت الأخبار والتحليلات والتنبؤات بخصوصها، على حصة الأسد، ..قرارات لم تؤخذ بعد وأخرى تم التراجع عنها، أو هكذا نظن، أو يريدون أن نظن… ، وبين كل هذا وذاك ، تكتمل هذه السنة، والمشهد السياسي ناقص، وكل عام وأنتم بخير، وتصبحون على حكومة.
التعليقات على هذه هي رباط رأس السنة مغلقة